الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              5056 باب في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام، لا يقطعها

                                                                                                                              وهو في النووي، في (الكتاب السابق).

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص 167، 168 ج 17، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ قال: «إن في الجنة لشجرة، يسير الراكب في ظلها: مائة عام، لا يقطعها».

                                                                                                                              [ ص: 173 ] قال أبو حازم: فحدثت به «النعمان بن أبي عياش الزرقي»، فقال: حدثني «أبو سعيد الخدري»، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال: «إن في الجنة شجرة، يسير الراكب: الجواد، المضمر، السريع: مائة عام، ما يقطعها»).

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن سهل بن سعد، عن رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم ؛ قال: «إن في الجنة لشجرة، يسير الراكب في ظلها: مائة عام، لا يقطعها»).

                                                                                                                              قال النووي: المراد بظلها: كنفها، وذراها. وهو ما يستر أغصانها. انتهى.

                                                                                                                              وإنما فسره «بالكنف): لأن الظل - في العرف -: ما يقي من حر الشمس. وليس الشمس في الجنة. كذا قيل.

                                                                                                                              ولكن لا يبعد: وجود الظل، من دون شمس. كما ورد «ظل الله»، و «ظل العرش».

                                                                                                                              قال ابن الجوزي: ويقال لهذه الشجرة: «طوبى». قال الحافظ: وشاهد ذلك: عند أحمد، والطبراني، وابن حبان.

                                                                                                                              [ ص: 174 ] وهذا الحديث متفق عليه. وزاد البخاري - بعد قوله: لا يقطعها -: «ولقاب قوس أحدكم في الجنة: خير مما طلعت عليه الشمس، أو تغرب» «والقاب»: المقدار. كالقيب.

                                                                                                                              (قال أبو حازم: فحدثت به «النعمان بن أبي عياش الزرقي»، فقال: حدثني أبو سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه) وآله (وسلم ؛ قال: «إن في الجنة شجرة، يسير الراكب، الجواد، المضمر، السريع: مائة عام، ما يقطعها»).

                                                                                                                              «المضمر» بفتح الضاد، والميم المشددة: الذي ضمر، ليشتد جريه.

                                                                                                                              قال عياض: ورواه بعضهم: «المضمر» بكسر الميم الثانية. صفة للراكب المضمر لفرسه. والمعروف: هو الأول. انتهى.

                                                                                                                              وفي الباب: أحاديث، ذكرها «ابن القيم» رحمه الله، في (الحادي).

                                                                                                                              وفي بعضها: «أن الله غرسها بيده».




                                                                                                                              الخدمات العلمية