الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4921 باب: أقل ساكني الجنة النساء

                                                                                                                              وقال النووي: (باب أكثر أهل الجنة: الفقراء، وأكثر أهل النار: النساء. وبيان الفتنة بالنساء).

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص 53 ج 17، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن أبي التياح؛ قال: كان لمطرف بن عبد الله امرأتان. فجاء من عند إحداهما، فقالت الأخرى: جئت من عند فلانة ؟ فقال: جئت من عند عمران بن حصين.

                                                                                                                              [ ص: 192 ] فحدثنا: أن رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم؛ قال: «إن أقل ساكني الجنة: النساء».

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              قد تقدم الكلام على معنى هذا الحديث، قريبا. وإذا ثبت أنهن أقل ساكني الجنة: ثبت أيضا: أنهن أكثر أهل النار. ويدل له: أحاديث أخرى، وردت في هذا المعنى.

                                                                                                                              قال «ابن القيم»: أما كونهن أكثر أهل النار، فلما روى البخاري، عن عمران بن الحصين، رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؛ قال: «اطلعت في النار، فرأيت أكثر أهلها: النساء. واطلعت في الجنة، فرأيت أكثر أهلها: الفقراء». ونحوه في مسلم، عن ابن عباس. وعند أحمد: بإسناد صحيح، عن أبي هريرة: نحوه أيضا.

                                                                                                                              وفي المسند، عن «ابن عمر»، أيضا، يرفعه: «اطلعت في الجنة، فرأيت أكثر أهلها: الفقراء. واطلعت في النار، فرأيت أكثر أهلها: الأغنياء، والنساء». وعنده، عن «عمرو بن العاص» ؛ قال: كنا مع [ ص: 193 ] رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، في هذا المكان - أي: مر الظهران - فإذا نحن بغربان كثيرة، فيها غراب أعصم، أحمر المنقار والرجلين، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لا يدخل الجنة من النساء: إلا مثل هذا الغراب، في هذه الغربان».

                                                                                                                              «والأعصم»: الذي في جناحه: ريشة بيضاء.

                                                                                                                              أراد صلى الله عليه وآله وسلم: قلة من يدخل الجنة من النساء، لأن هذا الصنف في الغربان، قليل.

                                                                                                                              وفي حديث آخر: «المرأة الصالحة: مثل الغراب الأعصم».

                                                                                                                              وفي حديث آخر: «عائشة في النساء: كالغراب الأعصم، في الغربان». والله أعلم.

                                                                                                                              وفي حديث «أسامة بن زيد» يرفعه، عند مسلم: «قمت على باب النار، فإذا عامة من دخلها: النساء».

                                                                                                                              وهذه الأحاديث: دلت دلالة واضحة، على قلة دخول النساء في الجنة، وكثرة ولوجهن في النار. عافانا الله ونساءنا: عن ذلك، برحمته.




                                                                                                                              الخدمات العلمية