الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب

                                                                                                                                                                                                                                      الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه هم الموصوفون بالاجتناب والإنابة بأعيانهم . لكن وضع موضع ضميرهم الظاهر تشريفا لهم بالإضافة، ودلالة على أن مدار اتصافهم بالوصفين الجليلين كونهم نقادا في الدين يميزون الحق من الباطل، ويؤثرون الأفضل فالأفضل . أولئك إشارة إليهم باعتبار اتصافهم بما ذكر من النعوت الجليلة، وما فيه من معنى البعد للإيذان بعلو رتبتهم وبعد منزلتهم في الفضل . ومحله الرفع على الابتداء خبره ما بعده من الموصول، أي : أولئك المنعوتون بالمحاسن الجميلة . الذين هداهم الله للحق وأولئك هم أولو الألباب أي : هم أصحاب العقول السليمة عن معارضة الوهم، ومنازعة الهوى المستحقون للهداية لا غيرهم، وفيه دلالة على أن الهداية تحصل بفعل الله تعالى وقبول النفس لها .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية