الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ سنم ]

                                                          سنم : سنام البعير والناقة : أعلى ظهرها ، والجمع أسنمة ، وفي الحديث : نساء على رءوسهن كأسنمة البخت ؛ هن اللواتي يتعممن بالمقانع على رءوسهن يكبرنها بها وهو من شعار المغنيات . وسنم سنما ، فهو سنم : عظم سنامه ، وقد سنمه الكلأ وأسنمه . وقال الليث : جمل سنم وناقة سنمة ضخمة السنام . وفي حديث لقمان : يهب المائة البكرة السنمة أي العظيمة السنام . وفي حديث ابن عمير : هاتوا بجزور سنمة ، في غداة شبمة . وسنام كل شيء : أعلاه ؛ وفي شعر حسان :


                                                          وإن سنام المجد من آل هاشم بنو بنت مخزوم ووالدك العبد

                                                          أي : أعلى المجد ؛ وقوله أنشده ابن الأعرابي :


                                                          قضى القضاة أنها سنامها



                                                          فسره فقال : معناه خيارها ، لأن السنام خيار ما في البعير ، وسنم الشيء : رفعه . وسنم الإناء إذا ملأه حتى صار فوقه كالسنام . ومجد مسنم : عظيم . وسنم الشيء وتسنمه علاه . وتسنم الفحل الناقة ركبها وقاعها ؛ قال يصف سحابا :


                                                          متسنما سنماتها متفجسا     بالهدر يملأ أنفسا وعيونا

                                                          ويقال : تسنم السحاب الأرض إذا جادها . وتسنم الفحل الناقة إذا ركب ظهرها ، وكذلك كل ما ركبته مقبلا أو مدبرا فقد تسنمته وأسنم الدخان أي ارتفع ، وأسنمت النار : عظم لهبها ، وقال لبيد :


                                                          مشمولة علثت بنابت عرفج     كدخان نار ساطع إسنامها

                                                          ويروى : أسنامها ، فمن رواه بالفتح أراد أعاليها ، ومن رواه بالكسر ، فهو مصدر أسنمت إذا ارتفع لهبها إسناما . وأسنمة الرمل : ظهورها المرتفعة من أثباجها ، يقال : أسنمة وأسنمة ، فمن قال : أسنمة ؛ جعله اسما لرملة بعينها ، ومن قال : أسنمة ؛ جعلها جمع سنام وأسنمة . وأسنمة الرمال : حيودها وأشرافها ، على التشبيه بسنام الناقة ، وأسنمة : رملة ذات أسنمة ، وروي بيت زهير بالوجهين جميعا ، قال :


                                                          ضحوا قليلا قفا كثبان أسنمة     ومنهم بالقسوميات معترك

                                                          الجوهري : وأسنمة - بفتح الهمزة وضم النون - أكمة معروفة بقرب طخفة ؛ قال بشر :


                                                          ألا بان الخليط ولم يزاروا     وقلبك في الظعائن مستعار
                                                          كأن ظباء أسنمة عليها     كوانس قالصا عنها المغار
                                                          يفلجن الشفاه عن اقحوان     حلاه غب سارية قطار

                                                          والمغار : مكانس الظباء ، وقوله تعالى : ومزاجه من تسنيم ؛ قالوا : هو ماء في الجنة سمي بذلك لأنه يجري فوق الغرف والقصور . [ ص: 277 ] وتسنيم : عين في الجنة زعموا ، وهذا يوجب أن تكون معرفة ولو كانت معرفة لم تصرف . قال الزجاج في قوله تعالى : ومزاجه من تسنيم ؛ أي مزاجه من ماء متسنم عينا تأتيهم من علو تتسنم عليهم من الغرف ؛ الأزهري : أي ماء يتنزل عليهم من معال وينصب عينا على جهتين : إحداهما أن تنوي من تسنيم عين فلما نونت نصبت ، والجهة الأخرى أن تنوي من ماء سنم عينا ، كقولك رفع عينا ، وإن لم يكن التسنيم اسما للماء فالعين نكرة والتسنيم معرفة ، وإن كان اسما للماء فالعين معرفة ، فخرجت أيضا نصبا ، وهذا قول الفراء . قال : وقال الزجاج قولا يقرب معناه مما قال الفراء . وفي الحديث : خير الماء الشبم ، يعني البارد ، قال القتيبي : السنم ، بالسين والنون ، وهو الماء المرتفع الظاهر على وجه الأرض ، ويروى بالشين والباء ، وكل شيء علا شيئا فقد تسنمه ، الجوهري : سنام الأرض نحرها ووسطها وماء سنم : على وجه الأرض . ويقال للشريف : سنيم ، مأخوذ من سنام البعير ، ومنه تسنيم القبور . وقبر مسنم إذا كان مرفوعا عن الأرض . وكل شيء علا شيئا فقد تسنمه . وتسنيم القبر خلاف تسطيحه . أبو زيد : سنمت الإناء تسنيما إذا ملأته ثم حملت فوقه مثل السنام من الطعام أو غيره . والتسنم : الأخذ مغافسة ، وتسنمه الشيب كثر فيه وانتشر كتشنمه ، وسيذكر في حرف الشين ، وكلاهما عن ابن الأعرابي ، وتسنمه الشيب وأوشم فيه بمعنى واحد ، ويقال : تسنمت الحائط إذا علوته من عرضه . والسنمة : كل شجرة لا تحمل ، وذلك إذا جفت أطرافها وتغيرت . والسنمة : رأس شجرة من دق الشجر يكون على رأسها كهيئة ما يكون على رأس القصب ، إلا أنه لين تأكله الإبل أكلا خضما ، والسنم جماع ، وأفضل السنم شجرة تسمى الأسنامة ، وهي أعظمها سنمة . قال الأزهري : السنمة تكون للنصي والصليان والغضور والسنط وما أشبهها . والسنمة أيضا : النور ، والنور غير الزهرة ، والفرق بينهما أن الزهرة هي الوردة الوسطى ، وإنما تكون السنمة للطريفة دون البقل . وسنمة الصليان أطرافه التي ينسلها أي يلقيها ، قال أبو حنيفة : زعم بعض الرواة أن السنمة ما كان من ثمر الأعشاب شبيها بثمر الإذخر ونحوه وما كان كثمر القصب ، وأن أفضل السنم سنم عشبة تسمى الأسنامة ، والإبل تأكلها خضما للينها ، وفي بعض النسخ : ليس تأكله الإبل خضما ، ونبت سنم أي مرتفع ، وهو الذي خرجت سنمته ، وهو ما يعلو رأسه كالسنبل ؛ قال الراجز :


                                                          رعيتها أكرم عود عودا     الصل والصفصل واليعضيدا
                                                          والخازباز السنم المجودا     بحيث يدعو عامر مسعودا

                                                          والأسنامة : ضرب من الشجر ، والجمع أسنام ؛ قال لبيد :


                                                          كدخان نار ساطع أسنامها

                                                          ابن بري : وأسنام شجر ؛ وأنشد :


                                                          سباريت إلا أن يرى متأمل     قنازع أسنام بها وثغام

                                                          وسنام : اسم جبل ؛ قال النابغة :


                                                          خلت بغزالها ودنا عليها     أراك الجزع أسفل من سنام

                                                          وقال الليث : سنام اسم جبل بالبصرة ، يقال : إنه يسير مع الدجال ، والإسنام : ثمر الحلي . حكاها السيرافي عن أبي مالك . المحكم : سنام اسم جبل وكذلك سنم ، والسنم : البقرة . ويسنم : موضع .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية