الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 4694 ) مسألة ; قال : ( وما أعطى في مرضه الذي مات فيه ، فهو من الثلث ) وجملة ذلك أن التبرعات المنجزة ، كالعتق ، والمحاباة ، والهبة المقبوضة ، والصدقة ، والوقف ، والإبراء من الدين ، والعفو عن الجناية الموجبة للمال ، إذا كانت في الصحة فهي من رأس المال . لا نعلم في هذا خلافا . وإن كانت في مرض مخوف اتصل به الموت ، فهي من ثلث المال ، في قول جمهور العلماء . وحكي عن أهل الظاهر في الهبة المقبوضة أنها من رأس المال

                                                                                                                                            وليس بصحيح ; لما روى أبو هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { : إن الله تصدق عليكم عند وفاتكم بثلث أموالكم ، زيادة لكم في أعمالكم } . رواه ابن ماجه . وهذا يدل بمفهومه على أنه ليس له أكثر من الثلث . وروى عمران بن حصين ، أن رجلا من الأنصار أعتق ستة أعبد له في مرضه ، لا مال له غيرهم ، فاستدعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فجزأهم ثلاثة أجزاء ، وأقرع بينهم ، فأعتق اثنين ، وأرق أربعة . رواه مسلم

                                                                                                                                            وإذا لم ينفذ العتق مع سرايته ، فغيره أولى . ولأن . هذه الحال الظاهر منها الموت ، فكانت عطية فيها في حق ورثته لا تتجاوز الثلث ، كالوصية .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية