الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين

                                                                                                                                                                                                                                        (42) يقول تعالى: ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك من الأمم السالفين، والقرون المتقدمين، فكذبوا رسلنا، وجحدوا بآياتنا. فأخذناهم بالبأساء والضراء أي: بالفقر والمرض والآفات، والمصائب، رحمة منا بهم. لعلهم يتضرعون إلينا، ويلجئون عند الشدة إلينا.

                                                                                                                                                                                                                                        (43) فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم أي: استحجرت فلا تلين للحق. وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون فظنوا أن ما هم عليه دين الحق، فتمتعوا في باطلهم برهة من الزمان، ولعب بعقولهم الشيطان.

                                                                                                                                                                                                                                        (44) فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء من الدنيا ولذاتها وغفلاتها. حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون أي: آيسون من كل خير، وهذا أشد ما يكون من العذاب، أن يؤخذوا على غرة، وغفلة وطمأنينة، ليكون أشد لعقوبتهم، وأعظم لمصيبتهم.

                                                                                                                                                                                                                                        (45) فقطع دابر القوم الذين ظلموا أي اصطلموا بالعذاب، وتقطعت بهم الأسباب. والحمد لله رب العالمين على ما قضاه وقدره، من هلاك المكذبين. فإن بذلك، تتبين آياته، وإكرامه لأوليائه، وإهانته لأعدائه، وصدق ما جاءت به المرسلون.

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 474 ]

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية