الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      جامع الصيام قلت : ما قول مالك في كل صيام في القرآن أمتتابعا أم لا ؟ فقال : أما ما كان من صيام الشهور فهو متتابع ; لأن الله عز وجل يقول : { فصيام شهرين متتابعين } وما كان من صيام الأيام التي في القرآن مثل قوله في قضاء رمضان : { فعدة من أيام أخر } قال : فأحب إلي أن يتابع بين ذلك فإن لم يفعل أجزأه .

                                                                                                                                                                                      قلت : فإن صام رجل كفارة اليمين متفرقا أيجزئه في قول مالك ؟ فقال : نعم .

                                                                                                                                                                                      قال : وقال مالك : وإن فرق صيام ثلاثة أيام في الحج أجزأه ، قال مالك : وإن صام يوم التروية ويوم عرفة ويوما من آخر أيام التشريق أجزأه .

                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت صيام جزاء الصيد والمتعة أيتابع بينه في قول مالك أم يفرقه إن أحب ؟ فقال مالك : أحب إلي أن يتابع ، فإن [ ص: 281 ] فرق لم يكن عليه شيء وأجزأه عنه .

                                                                                                                                                                                      وقال ربيعة : لو أن رجلا فرق قضاء رمضان لم آمره أن يعيد ، وأن ابن عباس وعمرو بن العاص وعروة بن الزبير وعطاء بن أبي رباح وأبا عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل قالوا : لا بأس بأن يفرق قضاء رمضان إذا أحصيت العدة .

                                                                                                                                                                                      قال أشهب : وأن ابن عمرو وعلي بن أبي طالب وابن عمر وسعيد بن المسيب : كرهوا أن يفرق قضاء رمضان .

                                                                                                                                                                                      قال وقال مالك : من أسلم في رمضان فليس عليه قضاء ما مضى منه وليصم ما بقي .

                                                                                                                                                                                      قلت أرأيت اليوم الذي أسلم ؟ فقال : قال مالك : أحب إلي أن يقضيه ولست أرى عليه قضاءه واجبا .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية