الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ومن يهد الله ؛ أي: الذي لا يعجزه شيء أبدا؛ فما له من مضل ؛ فهو - سبحانه - يهدي من شاء منهم؛ إن أراد.

                                                                                                                                                                                                                                      ولما لم تبق شبهة؛ ولا شيء من شك؛ أن الهادي المضل إنما هو الله؛ وحده؛ وأنه جعل شيئا واحدا سببا لضلال قوم؛ ليكون ضلالهم [ ص: 511 ] في الظاهر علة للنقمة؛ وهدى لآخرين؛ فيكون هداهم سببا للنعمة؛ بلغ النهاية في الحسن قوله: أليس الله ؛ أي: الذي بيده كل شيء؛ بعزيز ؛ أي: غالب لما يريد في إضلاله قوما يدعون أنهم النهاية في كمال العقول؛ لما هدى به غيرهم؛ ذي انتقام ؛ أي: له هذا الوصف؛ فمن أراد النقمة منه سلط عليه ما يريد مما يحزنه؛ ويذله؛ كما أنه إذا أراد يعميه عن أنور النور؛ ويضله.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية