الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان المخوف منه؛ والمحزون عليه جامعين لكل ما في الكون؛ فكان لا يقدر على دفعهما إلا المبدع القيوم؛ قال - مستأنفا؛ أو معللا؛ مظهرا الاسم الأعظم؛ تعظيما للمقام -: الله ؛ أي: المحيط بكل شيء قدرة وعلما؛ [ ص: 544 ] الذي نجاهم؛ خالق كل شيء ؛ فلا يكون شيء أصلا إلا بخلقه؛ وهو لا يخلق ما يتوقعون منه خوفا؛ ولا يقع لهم عليه حزن؛ ولما دل هذا على القدرة الشاملة؛ كان ولا بد معها من العلم الكامل؛ قال: وهو ؛ وعبر بأداة الاستعلاء؛ لأنه من أحسن مجزآتها؛ على كل شيء ؛ أي: مع القهر؛ والغلبة؛ وكيل ؛ أي: حفيظ لجميع ما يريد منه؛ قيوم؛ لا عجز يلم بساحته؛ ولا غفلة.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية