الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين

                                                                                                                                                                                                                                      65 - ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك ؛ من الأنبياء - عليهم السلام -؛ لئن أشركت ليحبطن عملك ؛ الذي عملت قبل الشرك؛ ولتكونن من الخاسرين ؛ وإنما قال: "لئن أشركت"؛ على التوحيد؛ والموحى إليهم جماعة؛ لأن معناه: "أوحي إليك لئن أشركت ليحبطن عملك؛ وإلى الذين من قبلك مثله"؛ واللام الأولى موطئة للقسم المحذوف؛ والثانية لام الجواب؛ وهذا الجواب ساد مسد الجوابين؛ أعني: جواب القسم؛ والشرط؛ وإنما صح هذا الكلام؛ مع علمه (تعالى) بأن رسله لا يشركون؛ لأن الخطاب [ ص: 192 ] للنبي - صلى الله عليه وسلم -؛ والمراد به غيره؛ ولأنه على سبيل الفرض؛ والمحالات يصح فرضها؛ وقيل: لئن طالعت غيري في السر ليحبطن ما بيني وبينك من السر .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية