الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        صفحة جزء
        [ ص: 763 ] النوع الخمسون :

        في الأسماء والكنى ، صنف فيه ابن المديني ، ثم مسلم ، ثم النسائي ، ثم الحاكم أبو أحمد ، ثم ابن منده ، وغيرهم .

        والمراد منه بيان أسماء ذوي الكنى ، ومصنفه يبوب على حروف الكنى ، وهو أقسام :

        الأول : من سمي بالكنية لا اسم له غيرها ، وهو ضربان ، من له كنية . كأبي بكر بن عبد الرحمن ، أحد الفقهاء السبعة ، اسمه : أبو بكر وكنيته أبو عبد الرحمن . ومثله أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم كنيته أبو محمد ، قال الخطيب : لا نظير لهما . وقيل : لا كنية لابن حزم .

        الثاني : من لا كنية له كأبي بلال عن شريك . وكأبي حصين ، بفتح الحاء عن أبي حاتم الرازي .

        التالي السابق


        ( النوع الخمسون : في الأسماء والكنى ) أي : معرفة أسماء من اشتهر بكنيته ، وكنى من اشتهر باسمه .

        وينبغي العناية بذلك لئلا يذكر مرة الراوي باسمه ومرة بكنيته فيظنها من لا معرفة له رجلين ، وربما ذكر بهما معا فيتوهم رجلين ، كالحديث الذي رواه الحاكم من رواية أبي يوسف ، عن أبي حنيفة ، عن موسى ابن عائشة ، عن عبد الله بن شداد ، عن أبي الوليد ، عن جابر مرفوعا : " من صلى خلف الإمام فإن قراءته له قراءة " .

        قال الحاكم : عبد الله بن شداد هو أبو الوليد ، بينه ابن المديني .

        [ ص: 764 ] قال الحاكم : ومن تهاون بمعرفة الأسامي أورثه مثل هذا الوهم .

        قال العراقي : وربما وقع عكس ذلك ، كحديث أبي أسامة عن حماد بن السائب السابق ، أخرجه النسائي ، وقال : عن أبي أسامة حماد بن السائب ، وإنما هو عن حماد فأسقط " عن " وخفي عليه أن الصواب عن أبي أسامة حماد بن أسامة .

        قال : ولقد بلغني عن بعض من درس في الحديث أنه أراد الكشف عن ترجمة أبي الزناد فلم يهتد إلى موضعه من كتب الأسماء ، لعدم معرفته باسمه .

        قال المصنف : ( صنف فيه ) أي : في هذا النوع ، جماعة منهم علي ( ابن المديني ، ثم مسلم ) بن الحجاج ، ( ثم النسائي ، ثم الحاكم أبو أحمد ) وهو غير أبي عبد الله صاحب علوم الحديث و المستدرك ، ( ثم ابن منده ، وغيرهم ) كأبي بشر الدولابي .

        قال العراقي : وكتاب أبي أحمد أجل تصانيف هذا النوع ، فإنه يذكر فيه من عرف اسمه ومن لم يعرف ، وكتاب مسلم والنسائي لم يذكر فيه إلا من عرف اسمه .

        ( والمراد منه بيان أسماء ذوي الكنى ، ومصنفه يبوب ) تصنيفه ( على حروف ) المعجم في ( الكنى ) ، ويذكر أسماء أصحابها ، فيذكر في حرف الهمزة : أبا إسحاق . وفي الباء : أبا بشر ، ونحوها .

        ( وهو أقسام ) تسعة ، ابتكرها ابن الصلاح :

        [ ص: 765 ] ( الأول : من سمي بالكنية لا اسم له غيرها : وهو ضربان : من له كنية ) أخرى زيادة على الاسم .

        قال ابن الصلاح : فصار كأن لكنيته كنية ، قال : وذلك ظريف عجيب .

        ( كأبي بكر بن عبد الرحمن ) بن الحارث بن هشام المخزومي ، ( أحد الفقهاء السبعة ) بالمدينة ، ( اسمه أبو بكر ، وكنيته أبو عبد الرحمن ) .

        قال العراقي : وهذا قول ضعيف ، رواه البخاري في " التاريخ " عن سمي مولى أبي بكر ، وفيه قولان آخران :

        أحدهما : أن اسمه محمد ، وأبو بكر كنيته ، وبه جزم البخاري .

        والثاني : أن اسمه كنيته وهو الصحيح ، وبه جزم ابن أبي حاتم وابن حبان ; وقال المزي : إنه الصحيح .

        ( ومثله أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ) الأنصاري ، ( كنيته أبو محمد ، قال الخطيب : لا نظير لهما ) في ذلك .

        [ ص: 766 ] ( وقيل : لا كنية لابن حزم ) غير الكنية التي هي اسمه .

        ( الثاني ) من الضربين ( من لا كنية له ) غير الكنية التي هي اسمه ، ( كأبي بلال ) الأشعري الراوي ( عن شريك .

        وكأبي حصين بفتح الحاء ) يحيى بن سليمان الراوي ، ( عن أبي حاتم الرازي ) .

        قال كل منهما : اسمي وكنيتي واحد ، وكذا قال أبو بكر بن عياش المقرئ : ليس لي اسم غير أبي بكر .




        الخدمات العلمية