الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم كبر مقتا عند الله وعند الذين آمنوا كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار

                                                                                                                                                                                                                                      35 - الذين يجادلون ؛ بدل من "من هو مسرف"؛ وجاز إبداله منه؛ وهو جمع؛ لأنه لا يريد مسرفا واحدا؛ بل كل مسرف؛ في آيات الله ؛ في دفعها؛ وإبطالها؛ بغير سلطان ؛ حجة؛ أتاهم كبر مقتا ؛ أي: عظم بغضا؛ وفاعل "كبر"؛ ضمير "من هو مسرف"؛ وهو جمع معنى؛ وموحد لفظا؛ فحمل البدل على معناه؛ والضمير الراجع إليه على لفظه؛ ويجوز أن يرفع "الذين"؛ على الابتداء؛ ولا بد في هذا الوجه من حذف مضاف يرجع إليه الضمير في "كبر"؛ تقديره: "جدال الذين يجادلون كبر مقتا"؛ عند الله وعند الذين آمنوا كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار ؛ "قلب"؛ بالتنوين؛ "أبو عمرو"؛ وإنما وصف القلب بالتكبر والتجبر؛ لأنه منبعهما؛ كما تقول: "سمعت الأذن؛ وهو كقوله: فإنه آثم قلبه ؛ وإن كان الآثم هو الجملة .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية