الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
مطلب : الأكل فوق الشبع حرام إلا في موضعين .

( الثاني ) : قال في الآداب : قال الحنفية الأكل فوق الشبع حرام . قال المشايخ منهم : إلا في موضعين : أن يأكل فوق الشبع ليتقوى لصوم الغد .

( الثاني ) : إذا نزل به ضيف ، وقد تناهى أكله ولم يشبع ضيفه ويعلم أنه متى أمسك أمسك الضيف فلا بأس أن يأكل فوق الشبع لئلا يصير داخلا في جملة من أساء القرى قال : وهذا فيه نظر ، ولهذا لم يستثن محمد بن الحسن .

وقالوا من السرف أن يلقى على المائدة من الخبز أضعاف ما يحتاج إليه الآكلون . ومنه أن يصنع لنفسه ألوان الطعام ، والمعتمد في مذهبنا على ما يقتضيه كلام الإقناع ، والمنتهى وغيرهما : أن السنة أن يكون البطن أثلاثا كما مر ويجوز أكله أكثر بحيث لا يؤذيه ومع خوف أذى وتخمة يحرم

. وظاهر المنتهى ، والغاية الكراهة فقط . قال في الغاية : ويكره أكله من أعلى الصحفة إلى أن قال : وأكله حارا ، أو كثيرا بحيث يؤذيه أو قليلا بحيث يضره [ ص: 116 ] ولم يشر للخلاف . ويكره إدمان أكل اللحم وتقليل الطعام بحيث يضره .

وقال ابن هبيرة لا ينبغي أن يتناول فوق حاجته ; لأنه قوته وقوت غيره . قيل لسمرة بن جندب : إن ابنك بات بشما فقال : لو مات لم أصل عليه . قال شيخ الإسلام بن تيمية : يعني أعان على قتل نفسه فيكون كقاتل نفسه انتهى .

التالي السابق


الخدمات العلمية