الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        إنا أعتدنا للكافرين سلاسل وأغلالا وسعيرا [4].

                                                                                                                                                                                                                                        هذه قراءة أبي عمرو وحمزة بغير تنوين، إلا أن الصحيح عن حمزة أنه كان يقف (سلاسلا) بالألف اتباعا للسواد؛ لأنها في مصاحف أهل المدينة وأهل الكوفة بالألف، وقراءة أهل المدينة وأهل الكوفة غير حمزة (إنا [ ص: 97 ] أعتدنا للكافرين سلاسلا وأغلالا وسعيرا ) والحجة لأبي عمرو وحمزة أن سلاسل لا ينصرف؛ لأنه جمع لا نظير له في الواحد وهو نهاية الجمع، فثقل فمنع الصرف، والوقوف عليه بالألف، والحجة فيه أن الرؤاسي والكسائي حكيا عن العرب الوقوف على ما لا ينصرف بالألف لبيان الفتحة، فقد صحت هذه القراءة من كلام العرب، والحجة لمن نون ما حكاه الكسائي وغيره من الكوفيين أن العرب تصرف كل ما لا ينصرف إلا أفعل منك فهذه حجة، وحجة أخرى أن بعض أهل النظر يقول: كل ما يجوز في الشعر فهو جائز في الكلام؛ لأن الشعر أصل كلام العرب، فكيف نتحكم في كلامها، ونجعل الشعر خارجا عنه، وحجة ثالثة أنه لما كان إلى جانبه جمع ينصرف فأتبع الأول الثاني.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية