الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          شحن

                                                          شحن : قال الله تعالى : في الفلك المشحون أي المملوء . الشحن : ملؤك السفينة وإتمامك جهازها كله . شحن السفينة يشحنها شحنا : ملأها وشحنها ما فيها كذلك ، والشحنة : ما شحنها . وشحن البلد بالخيل : ملأه . وبالبلد شحنة من الخيل أي رابطة . قال ابن بري : وقول العامة في الشحنة : إنه الأمير غلط . وقال الأزهري : شحنة الكورة من فيهم الكفاية لضبطها من أولياء السلطان ، وقوله :


                                                          تأطرن بالميناء ثم تركنه وقد لج من أحمالهن شحون



                                                          قال ابن سيده : يجوز أن يكون مصدر شحن وأن يكون جمع شحنة نادرا . ومركب شاحن أي مشحون ; عن كراع كما قالوا : سر كاتم أي مكتوم . وشحن القوم يشحنهم شحنا : طردهم . ومر يشحنهم أي يطردهم ويشلهم ويكسؤهم ، وقد شحنه إذا طرده . الأزهري : سمعت أعرابيا يقول لآخر : اشحن عنك فلانا أي نحه وأبعده . والشحن : العدو الشديد . وشحنت الكلاب تشحن وتشحن شحونا : أبعدت الطرد ولم تصد شيئا ; قال الطرماح يصف الصيد والكلاب :


                                                          يودع بالأمراس كل عملس     من المطعمات الصيد غير الشواحن



                                                          والشاحن من الكلاب : الذي يبعد الطريد ولا يصيد . الأزهري : الشحنة ما يقام للدواب من العلف الذي يكفيها يومها وليلتها هو شحنتها . والشحناء : الحقد . والشحناء : العداوة ، وكذلك الشحنة ، بالكسر وقد شحن عليه شحنا وشاحنه ، وعدو مشاحن . وشاحنه مشاحنة : من الشحناء وآحنه مؤاحنة : من الإحنة وهو مشاحن لك . وفي الحديث : يغفر الله لكل بشر ما خلا مشركا أو مشاحنا المشاحن : المعادي . والتشاحن : تفاعل من الشحناء العداوة ، وقال الأوزاعي : أراد بالمشاحن ههنا صاحب البدعة والمفارق لجماعة الأمة وقيل : المشاحنة ما دون القتال من السب والتعاير من الشحناء مأخوذ ، وهي العداوة ، ومن الأول : إلا رجلا كان بينه وبين أخيه شحناء أي عداوة . وأشحن الصبي وقيل : الرجل ، إشحانا وأجهش إجهاشا : تهيأ للبكاء ، وقيل : هو الاستعبار عند استقبال البكاء قال الهذلي :


                                                          وقد همت بإشحان

                                                          الأزهري : ابن الأعرابي سيوف مشحنة في أغمادها ; وأنشد :


                                                          إذا عارت النبل والتف اللفوف وإذ     سلوا السيوف عراة بعد إشحان



                                                          وهذا البيت أورده ابن بري في أماليه متمما لما أورده الجوهري في قوله : وقد همت بإشحان ، مستشهدا به على أجهش الصبي إذا تهيأ للبكاء ، فقال الهذلي : هو أبو قلابة والبيت بكماله :


                                                          إذ عارت النبل والتف اللفوف وإذ     سلوا السيوف وقد همت بإشحان



                                                          وقد أورده الأزهري :


                                                          إذ عارت النبل والتف اللفوف وإذ     سلوا السيوف عراة بعد إشحان



                                                          قال ابن سيده : والشيحان والشيحان : الطويل وقد يكون فعلانا ، فيكون من غير هذا الباب وسيذكر .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية