الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل -: لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا ؛ هؤلاء قوم من أهل الكتاب دخلوا على النبي - صلى الله عليه وسلم - وخرجوا من عنده؛ فذكروا لمن كان رآهم في ذلك الوقت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أتاهم بأشياء قد عرفوها؛ فحمدهم من شاهدهم من المسلمين على ذلك؛ وأبطنوا خلاف ما أظهروا؛ وأقاموا بعد ذلك على الكفر؛ فأعلم الله - عز وجل - النبي - صلى الله عليه وسلم - أمرهم؛ وأعلمه أنهم ليسوا بمفازة من العذاب؛ أي: ليسوا ببعد من العذاب. [ ص: 498 ] ووقعت " فلا تحسبنهم " ؛ مكررة لطول القصة؛ والعرب تعيد إذا طالت القصة في " حسبت " ؛ وما أشبهها؛ إعلاما أن الذي جرى متصل بالأول؛ وتوكيدا للأول؛ فتقول: " لا تظنن زيدا إذا جاءك وكلمك بكذا وكذا؛ فلا تظننه صادقا " ؛ تعيد " فلا تظنن " توكيدا؛ ولو قلت: " لا تظن زيدا إذا جاءك وحدثك بكذا وكذا صادقا " ؛ جاز؛ ولكن التكرير أوكد وأوضح للقصة.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية