الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          شخص

                                                          شخص : الشخص : جماعة شخص الإنسان وغيره مذكر والجمع أشخاص وشخوص وشخاص ; وقول عمر بن أبي ربيعة :


                                                          فكان مجني دون من كنت أتقي ثلاث شخوص كاعبان ومعصر



                                                          فإنه أثبت الشخص أراد به المرأة . والشخص : سواد الإنسان وغيره تراه من بعيد تقول ثلاثة أشخص : وكل شيء رأيت جسمانه فقد رأيت شخصه . وفي الحديث : لا شخص أغير من الله ; الشخص : كل جسم له ارتفاع وظهور ، والمراد به إثبات الذات فاستعير لها لفظ الشخص ، وقد جاء في رواية أخرى : لا شيء أغير من الله ، وقيل : معناه لا ينبغي لشخص أن يكون أغير من الله . والشخيص العظيم الشخص ، والأنثى شخيصة ، والاسم الشخاصة قال ابن سيده : ولم أسمع له بفعل فأقول إن الشخاصة مصدر ، وقد شخصت شخاصة . أبو زيد : رجل شخيص إذا كان سيدا ، وقيل : شخيص إذا كان ذا شخص وخلق عظيم بين الشخاصة . وشخص الرجل بالضم فهو شخيص أي جسيم . وشخص بالفتح شخوصا : ارتفع . ابن سيده : وشخص بالشيء يشخص شخوصا انتبر ، وشخص الجرح ورم . والشخوص : ضد الهبوط وشخص السهم يشخص شخوصا ، فهو شاخص : علا الهدف أنشد ثعلب :


                                                          لها أسهم لا قاصرات عن الحشا     ولا شاخصات عن فؤادي طوالع



                                                          وأشخصه صاحبه : علاه الهدف . ابن شميل : لشد ما شخص سهمك وقحز سهمك إذا طمح في السماء ، وقد أشخصه الرامي إشخاصا وأنشد :


                                                          ولا قاصرات عن فؤادي شواخص



                                                          وأشخص الرامي إذا جاز سهمه الغرض من أعلاه وهو سهم شاخص . والشخوص : السير من بلد إلى بلد . وقد شخص يشخص شخوصا وأشخصته أنا وشخص من بلد إلى بلد شخوصا أي ذهب . وقولهم : نحن على سفر قد أشخصنا أي حان شخوصنا . وأشخص فلان بفلان وأشخس به إذا اغتابه . وشخص الرجل ببصره عند الموت يشخص شخوصا : رفعه فلم يطرف ، مشتق من ذلك . شمر : يقال : شخص الرجل بصره فشخص البصر نفسه إذا سما وطمح وشصا كل ذلك مثل الشخوص . وشخص بصر فلان فهو شاخص إذا فتح عينيه وجعل لا يطرف . وفي حديث ذكر الميت : إذا شخص بصره ; شخوص البصر ارتفاع الأجفان إلى فوق وتحديد النظر وانزعاجه . وفرس شاخص الطرف : طامحه وشاخص العظام : مشرفها . وشخص به : أتى إليه أمر يقلقه . وفي حديث قيلة : إن صاحبها استقطع النبي صلى الله عليه وسلم الدهناء فأقطعه إياها ، قالت : فشخص بي يقال للرجل : إذا أتاه ما يقلقه : قد شخص به كأنه رفع من الأرض لقلقه وانزعاجه ، ومنه شخوص المسافر خروجه عن منزله . وشخصت الكلمة في الفم تشخص إذا لم يقدر على خفض صوته بها . التهذيب : وشخصت الكلمة في الفم نحو الحنك الأعلى ، وربما كان ذلك في الرجل خلقة أي يشخص صوته لا يقدر [ ص: 37 ] على خفضه . وشخص عن أهله يشخص شخوصا : ذهب . وشخص إليهم : رجع ، وأشخصه هو . وفي حديث عثمان : إنما يقصر الصلاة من كان شاخصا أو بحضرة عدو أي مسافرا . والشاخص : الذي لا يغب الغزو عن ابن الأعرابي وأنشد :


                                                          أما تريني اليوم ثلبا شاخصا



                                                          الثلب : المسن . وفي حديث أبي أيوب : فلم يزل شاخصا في سبيل الله . وبنو شخيص : بطين ; قال ابن سيده : أحسبهم انقرضوا . وشخصان : موضع ; قال الحارث بن حلزة :


                                                          أوقدتها بين العقيق فشخصي     ن بعود كما يلوح الضياء



                                                          وكلام متشاخص ومتشاخس أي متفاوت .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية