الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين ( 112 ) وباركنا عليه وعلى إسحاق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين ( 113 ) )

يقول - تعالى ذكره - : وبشرنا إبراهيم بإسحاق نبيا شكرا له على إحسانه وطاعته .

كما حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين ) قال : بشر به بعد ذلك نبيا ، بعد ما كان هذا من أمره لما جاد لله بنفسه .

[ ص: 92 ] حدثني يعقوب قال : ثنا ابن علية ، عن داود ، عن عكرمة قال : قال ابن عباس : الذبيح إسحاق قال : وقوله ( وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين ) قال بشر بنبوته . قال : وقوله ( ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا ) قال : كان هارون أكبر من موسى ، ولكن أراد : وهب الله له نبوته .

حدثنا ابن عبد الأعلى قال : ثنا معتمر بن سليمان قال : سمعت داود يحدث ، عن عكرمة ، عن ابن عباس في هذه الآية ( وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين ) قال : إنما بشره به نبيا حين فداه من الذبح ، ولم تكن البشارة بالنبوة عند مولده .

حدثني الحسين بن يزيد الطحان قال : ثنا ابن إدريس ، عن داود ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، في قول الله : ( وبشرناه بإسحاق نبيا ) قال : إنما بشر بالنبوة .

حدثني محمد بن سعد قال : ثني أبي قال : ثني عمي قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله ( وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين ) قال : بشر إبراهيم بإسحاق .

حدثنا محمد قال : ثنا أحمد قال : ثنا أسباط ، عن السدي ( وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين ) قال : بنبوته .

‌حدثني أبو السائب قال : ثنا ابن فضيل ، عن ضرار ، عن شيخ من أهل المسجد قال : بشر إبراهيم لسبع عشرة ومائة سنة .

وقوله ( وباركنا عليه وعلى إسحاق ) يقول - تعالى ذكره - : وباركنا على إبراهيم وعلى إسحاق ( ومن ذريتهما محسن ) يعني بالمحسن : المؤمن المطيع لله ، المحسن في طاعته إياه ( وظالم لنفسه مبين ) ويعني بالظالم لنفسه : الكافر بالله ، الجالب على نفسه بكفره عذاب الله وأليم عقابه ( مبين ) : يعني الذي قد أبان ظلمه نفسه بكفره بالله .

[ ص: 93 ] وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا محمد بن الحسين قال : ثنا أحمد بن المفضل قال : ثنا أسباط ، عن السدي ، في قوله ( محسن وظالم لنفسه مبين ) قال : المحسن : المطيع لله ، والظالم لنفسه : العاصي لله .

التالي السابق


الخدمات العلمية