الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        فاصبر لحكم ربك [24] أي اصبر على أذاهم، وكان السبب [ ص: 107 ] في نزول هذا على ما ذكر قتادة أن أبا جهل قال: لئن رأيت محمدا - صلى الله عليه وسلم - لأطأن عنقه ( ولا تطع منهم آثما أو كفورا ) قال الفراء ( أو ) بمنزلة (لا) أي: لا تطع من أثم ولا كفر.

                                                                                                                                                                                                                                        قال أبو جعفر : و( أو ) تكون في الاستفهام والمجازاة والنفي بمنزلة (لا).

                                                                                                                                                                                                                                        قال أبو جعفر : ويجوز أن يكون المعنى لا تطيعن من أثم وكفر بوجه، فتكون قريبة المعنى من الواو.

                                                                                                                                                                                                                                        قال أبو جعفر : فالقول الأول صواب على قول سيبويه ، والثاني خطأ، لا يكون ( أو ) بمعنى ( الواو ) لأنك إذا قلت: لا تكلم زيدا أو عمرا، فمعناه لا تكلم واحدا منهما ولا تكلمهما إن اجتمعا، وليس كذا الواو إذا قلت: لا تكلم، وكلم المأمور واحدا منهما لم يكن عاصيا أمره، (أو) إذا كلم واحدا منهما كان عاصيا أمره، وكذا الآية لا يجوز أن يطاع الآثم ولا الكفور.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية