nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=8nindex.php?page=treesubj&link=29038_30437_30436كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=9قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء إن أنتم إلا في ضلال كبير أتبع وصف ما يجده أهل النار عند إلقائهم فيها من فظائع أهوالها بوصف ما يتلقاهم به خزنة النار .
فالجملة استئناف بياني أثاره وصف النار عند إلقاء أهل النار فيها إذ يتساءل السامع عن سبب وقوع أهل النار فيها فجاء بيانه بأنه تكذيبهم رسل الله الذين أرسلوا إليهم ، مع ما انضم إلى ذلك من وصف ندامة أهل النار على ما فرط منهم من تكذيب رسل الله ، وعلى إهمالهم النظر في دعوة الرسل والتدبر فيما جاءهم به .
و ( كلما ) مركب من ( كل ) اسم دال على الشمول ومن ( ما ) الظرفية المصدرية وهو حرف يؤول مع الفعل الذي بعده بمصدره .
والتقدير : في كل وقت إلقاء فوج يسألهم خزنتها الفوج .
[ ص: 25 ] وباتصال ( كل ) بحرف ( ما ) المصدرية الظرفية اكتسب التركيب معنى الشرط وشابه أدوات الشرط في الاحتياج إلى جملتين مرتبة إحداهما على الأخرى .
وجيء بفعلي ( ألقي ) و ( سألهم ) ماضيين ؛ لأن أكثر ما يقع الفعل بعد ( كلما ) أن يكون بصيغة المضي بأنها لما شابهت الشرط استوى الماضي والمضارع معها لظهور أنه للزمن المستقبل فأوثر فعل المضي ؛ لأنه أخف .
والفوج : الجماعة أي جماعة ممن حق عليهم الخلود ، وتقدم عند قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=83ويوم نحشر من كل أمة فوجا في سورة النمل .
وجيء بالضمائر العائدة إلى الفوج ضمائر جمع في قوله ( سألهم ) إلخ . لتأويل الفوج بجماعة أفراده كما في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=9وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا .
وخزنة النار : الملائكة الموكل إليهم أمر جهنم وهو جمع خازن للموكل بالحفظ ، وأصل الخازن : الذي يخزن شيئا ، أي يحفظه في مكان حصين ، فإطلاقه على الموكلين مجاز مرسل .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=8ألم يأتكم نذير بيان لجملة سألهم كقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=120فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد .
والاستفهام في
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=8ألم يأتكم نذير للتوبيخ والتنديم ليزيدهم حسرة .
والنذير : المنذر ، أي رسول منذر بعقاب الله وهو مصوغ على غير قياس كما صيغ بمعنى المسمع السميع في قول
عمرو بن معد يكرب :
أمن ريحانة الداعي السميع
.
والمراد أفواج أهل النار من جميع الأمم التي أرسلت إليهم الرسل فتكون جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=8كلما ألقي فيها فوج إلخ بمعنى التذييل .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=9قالوا بلى قد جاءنا نذير معترضة بين كلام خزنة جهنم اعتراضا يشير إلى أن الفوج قاطع كلام الخزنة بتعجيل الاعتراف بما وبخوهم عليه وذلك من شدة الخوف .
وفصلت الجملة لوجهين ؛ لأنها اعتراض ، ولوقوعها في سياق المحاورة كما تقدم غير مرة كقوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=30قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها في سورة البقرة . وكان
[ ص: 26 ] جوابهم جواب المتحسر المتندم ، فابتدءوا الجواب دفعة بحرف بلى المفيد نقيض النفي في الاستفهام فهو مفيد معنى : جاءنا نذير . ولذلك كان قولهم
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=9قد جاءنا نذير مؤكدا لما دلت عليه بلى ، وهو من تكرير الكلام عند التحسر ، مع زيادة التحقيق ب ( قد ) وذلك التأكيد هو مناط الندامة والاعتراف بالخطإ
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=9إن أنتم إلا في ضلال كبير الأظهر أنها بقية كلام خزنة جهنم فصل بينها وبين ما سبقها من كلامهم اعتراض جواب الفوج الموجه إليهم الاستفهام التوبيخي كما ذكرناه آنفا ، ويؤيد هذا إعادة فعل القول في حكاية بقية كلام الفوج في قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=10وقالوا لو كنا نسمع إلخ ، لانقطاعه بالاعتراض الواقع خلال حكايته .
ويجوز أن تكون جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=9إن أنتم إلا في ضلال كبير من تمام كلام كل فوج لنذيرهم . وأتي بضمير جمع المخاطبين مع أن لكل قوم رسولا واحدا في الغالب باستثناء
موسى وهارون وباستثناء رسل أصحاب القرية المذكورة في سورة يس ، أما على اعتبار الحكاية بالمعنى بأن جمع كلام جميع الأفواج في عبارة واحدة فجيء بضمير الجمع والمراد التوزيع على الأفواج ، أي قال جميع الأفواج :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=9بلى قد جاءنا نذير إلى قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=9إن أنتم إلا في ضلال كبير ) ، على طريقة المثال المشهور " ركب القوم دوابهم " ، وأما على إرادة شمول الضمير للنذير وأتباعه الذين يؤمنون بما جاء به .
وعموم ( شيء ) في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=9ما نزل الله من شيء والمراد منه شيء من التنزيل ، يدل على أنهم كانوا يحيلون أن ينزل الله وحيا على بشر ، وهذه شنشنة أهل الكفر قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=91وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء قد تقدم في آخر الأنعام .
ووصف الضلال ب ( كبير ) معناه شديد بالغ غاية ما يبلغ إليه جنسه حتى كأنه جسم كبير .
ومعنى القصر المستفاد من النفي والاستثناء في (
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=9إن أنتم إلا في ضلال كبير ) قصر قلب ، أي ما حالكم التي أنتم متلبسون بها إلا الضلال ، وليس الوحي الإلهي والهدى كما تزعمون .
[ ص: 27 ] والظرفية مجازية لتشبيههم تمحضهم للضلال بإحاطة الظرف بالمظروف .
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=8nindex.php?page=treesubj&link=29038_30437_30436كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=9قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ أُتْبِعَ وَصْفُ مَا يَجِدُهُ أَهْلُ النَّارِ عِنْدَ إِلْقَائِهِمْ فِيهَا مِنْ فَظَائِعَ أَهْوَالِهَا بِوَصْفِ مَا يَتَلَقَّاهُمْ بِهِ خَزَنَةُ النَّارِ .
فَالْجُمْلَةُ اسْتِئْنَافٌ بَيَانِيٌّ أَثَارَهُ وَصْفُ النَّارِ عِنْدَ إِلْقَاءِ أَهْلِ النَّارِ فِيهَا إِذْ يَتَسَاءَلُ السَّامِعُ عَنْ سَبَبِ وُقُوعِ أَهْلِ النَّارِ فِيهَا فَجَاءَ بَيَانُهُ بِأَنَّهُ تَكْذِيبُهُمْ رُسُلَ اللَّهِ الَّذِينَ أُرْسِلُوا إِلَيْهِمْ ، مَعَ مَا انْضَمَّ إِلَى ذَلِكَ مِنْ وَصْفِ نَدَامَةِ أَهْلِ النَّارِ عَلَى مَا فَرُطَ مِنْهُمْ مِنْ تَكْذِيبِ رُسُلِ اللَّهِ ، وَعَلَى إِهْمَالِهِمُ النَّظَرَ فِي دَعْوَةِ الرُّسُلِ وَالتَّدَبُّرِ فِيمَا جَاءَهُمْ بِهِ .
وَ ( كُلَّمَا ) مُرَكَّبٌ مِنْ ( كُلَّ ) اسْمٌ دَالٌّ عَلَى الشُّمُولِ وَمِنْ ( مَا ) الظَّرْفِيَّةِ الْمَصْدَرِيَّةِ وَهُوَ حَرْفٌ يُؤَوَّلُ مَعَ الْفِعْلِ الَّذِي بَعْدَهُ بِمَصْدَرِهِ .
وَالتَّقْدِيرُ : فِي كُلِّ وَقْتِ إِلْقَاءِ فَوْجٍ يَسْأَلُهُمْ خَزَنَتُهَا الْفَوْجَ .
[ ص: 25 ] وَبِاتِّصَالِ ( كُلَّ ) بِحَرْفِ ( مَا ) الْمَصْدَرِيَّةِ الظَّرْفِيَّةِ اكْتَسَبَ التَّرْكِيبُ مَعْنَى الشَّرْطِ وَشَابَهَ أَدَوَاتَ الشَّرْطِ فِي الْاحْتِيَاجِ إِلَى جُمْلَتَيْنِ مُرَتَّبَةٌ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى .
وَجِيءَ بِفِعْلَيْ ( أُلْقِيَ ) وَ ( سَأَلَهُمْ ) مَاضِيَيْنِ ؛ لِأَنَّ أَكْثَرَ مَا يَقَعُ الْفِعْلُ بَعْدُ ( كُلَّمَا ) أَنْ يَكُونَ بِصِيغَةِ الْمُضِيِّ بِأَنَّهَا لَمَّا شَابَهَتِ الشَّرْطَ اسْتَوَى الْمَاضِي وَالْمُضَارِعُ مَعَهَا لِظُهُورِ أَنَّهُ لِلزَّمَنِ الْمُسْتَقْبَلِ فَأُوثِرَ فِعْلُ الْمُضِيِّ ؛ لِأَنَّهُ أَخَفُّ .
وَالْفَوْجُ : الْجَمَاعَةُ أَيْ جَمَاعَةٌ مِمَّنْ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْخُلُودُ ، وَتَقَدَّمَ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=83وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا فِي سُورَةِ النَّمْلِ .
وَجِيءَ بِالضَّمَائِرِ الْعَائِدَةِ إِلَى الْفَوْجِ ضَمَائِرُ جَمْعٍ فِي قَوْلِهِ ( سَأَلَهُمْ ) إِلَخْ . لِتَأْوِيلِ الْفَوْجِ بِجَمَاعَةِ أَفْرَادِهِ كَمَا فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=9وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا .
وَخَزَنَةُ النَّارِ : الْمَلَائِكَةُ الْمُوكَّلُ إِلَيْهِمْ أَمْرُ جَهَنَّمَ وَهُوَ جَمْعُ خَازِنٍ لِلْمُوَكَّلِ بِالْحِفْظِ ، وَأَصْلُ الْخَازِنِ : الَّذِي يُخَزِّنُ شَيْئًا ، أَيْ يَحْفَظُهُ فِي مَكَانٍ حَصِينٍ ، فَإِطْلَاقُهُ عَلَى الْمُوَكَّلِينَ مَجَازٌ مُرْسَلٌ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=8أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ بَيَانٌ لِجُمْلَةِ سَأَلَهُمْ كَقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=120فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ .
وَالْاسْتِفْهَامُ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=8أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ لِلتَّوْبِيخِ وَالتَّنْدِيمِ لِيَزِيدَهُمْ حَسْرَةً .
وَالنَّذِيرُ : الْمُنْذِرُ ، أَيْ رَسُولٌ مُنْذِرٌ بِعِقَابِ اللَّهِ وَهُوَ مَصُوغٌ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ كَمَا صِيغَ بِمَعْنَى الْمُسْمِعُ السَّمِيعُ فِي قَوْلِ
عَمْرِو بْنِ مَعْدِ يَكْرِبِ :
أَمِنْ رَيْحَانَةَ الدَّاعِي السَّمِيعُ
.
وَالْمُرَادُ أَفْوَاجُ أَهْلِ النَّارِ مِنْ جَمِيعِ الْأُمَمِ الَّتِي أُرْسِلَتْ إِلَيْهِمُ الرُّسُلُ فَتَكُونُ جُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=8كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ إِلَخْ بِمَعْنَى التَّذْيِيلِ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=9قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَ كَلَامِ خَزَنَةِ جَهَنَّمَ اعْتِرَاضًا يُشِيرُ إِلَى أَنَّ الْفَوْجَ قَاطَعَ كَلَامَ الْخَزَنَةِ بِتَعْجِيلِ الْاعْتِرَافِ بِمَا وَبَّخُوهُمْ عَلَيْهِ وَذَلِكَ مِنْ شِدَّةِ الْخَوْفِ .
وَفُصِلَتِ الْجُمْلَةُ لِوَجْهَيْنِ ؛ لِأَنَّهَا اعْتِرَاضٌ ، وَلِوُقُوعِهَا فِي سِيَاقِ الْمُحَاوَرَةِ كَمَا تَقَدَّمَ غَيْرَ مَرَّةٍ كَقَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=30قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ . وَكَانَ
[ ص: 26 ] جَوَابُهُمْ جَوَابَ الْمُتَحَسِّرِ الْمُتَنَدِّمِ ، فَابْتَدَءُوا الْجَوَابَ دُفْعَةً بِحَرْفِ بَلَى الْمُفِيدُ نَقِيضَ النَّفْيِ فِي الْاسْتِفْهَامِ فَهُوَ مُفِيدٌ مَعْنَى : جَاءَنَا نَذِيرٌ . وَلِذَلِكَ كَانَ قَوْلُهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=9قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ مُؤَكِّدًا لِمَا دَلَّتْ عَلَيْهِ بَلَى ، وَهُوَ مِنْ تَكْرِيرِ الْكَلَامِ عِنْدَ التَّحَسُّرِ ، مَعَ زِيَادَةِ التَّحْقِيقِ بِ ( قَدْ ) وَذَلِكَ التَّأْكِيدُ هُوَ مَنَاطُ النَّدَامَةِ وَالْاعْتِرَافِ بِالْخَطَإِ
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=9إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ الْأَظْهَرُ أَنَّهَا بَقِيَّةُ كَلَامِ خَزَنَةِ جَهَنَّمَ فُصِلَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ مَا سَبَقَهَا مِنْ كَلَامِهِمُ اعْتِرَاضُ جَوَابِ الْفَوْجِ الْمُوَجَّهِ إِلَيْهِمُ الْاسْتِفْهَامُ التَّوْبِيخِيُّ كَمَا ذَكَرْنَاهُ آنِفًا ، وَيُؤَيِّدُ هَذَا إِعَادَةُ فِعْلِ الْقَوْلِ فِي حِكَايَةِ بَقِيَّةِ كَلَامِ الْفَوْجِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=10وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ إِلَخْ ، لِانْقِطَاعِهِ بِالْاعْتِرَاضِ الْوَاقِعِ خِلَالَ حِكَايَتِهِ .
وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ جُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=9إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ مِنْ تَمَامِ كَلَامِ كُلِّ فَوْجٍ لِنَذِيرِهِمْ . وَأُتِيَ بِضَمِيرِ جَمْعِ الْمُخَاطَبِينَ مَعَ أَنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ رَسُولًا وَاحِدًا فِي الْغَالِبِ بِاسْتِثْنَاءِ
مُوسَى وَهَارُونَ وَبِاسْتِثْنَاءِ رُسُلِ أَصْحَابِ الْقَرْيَةِ الْمَذْكُورَةِ فِي سُورَةِ يس ، أَمَّا عَلَى اعْتِبَارِ الْحِكَايَةِ بِالْمَعْنَى بِأَنْ جُمِعَ كَلَامُ جَمِيعِ الْأَفْوَاجِ فِي عِبَارَةٍ وَاحِدَةٍ فَجِيءَ بِضَمِيرِ الْجَمْعِ وَالْمُرَادُ التَّوْزِيعُ عَلَى الْأَفْوَاجِ ، أَيْ قَالَ جَمِيعُ الْأَفْوَاجِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=9بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ إِلَى قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=9إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ ) ، عَلَى طَرِيقَةِ الْمِثَالِ الْمَشْهُورِ " رَكِبَ الْقَوْمُ دَوَابَّهُمْ " ، وَأَمَّا عَلَى إِرَادَةِ شُمُولِ الضَّمِيرِ لِلنَّذِيرِ وَأَتْبَاعِهِ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا جَاءَ بِهِ .
وَعُمُومُ ( شَيْءٍ ) فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=9مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَالْمُرَادُ مِنْهُ شَيْءٌ مِنَ التَّنْزِيلِ ، يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُمْ كَانُوا يُحِيلُونَ أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ وَحْيًا عَلَى بَشَرٍ ، وَهَذِهِ شَنْشَنَةُ أَهْلِ الْكُفْرِ قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=91وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قَدْ تَقَدَّمَ فِي آخِرِ الْأَنْعَامِ .
وَوَصْفُ الضَّلَالِ بِ ( كَبِيرٍ ) مَعْنَاهُ شَدِيدٌ بَالِغٌ غَايَةَ مَا يَبْلُغُ إِلَيْهِ جِنْسُهُ حَتَّى كَأَنَّهُ جِسْمٌ كَبِيرٌ .
وَمَعْنَى الْقَصْرِ الْمُسْتَفَادِ مِنَ النَّفْيِ وَالْاسْتِثْنَاءِ فِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=9إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ ) قَصْرُ قَلْبٍ ، أَيْ مَا حَالُكُمُ الَّتِي أَنْتُمْ مُتَلَبِّسُونَ بِهَا إِلَّا الضَّلَالُ ، وَلَيْسَ الْوَحْيُ الْإِلَهِيُّ وَالْهُدَى كَمَا تَزْعُمُونَ .
[ ص: 27 ] وَالظَّرْفِيَّةُ مَجَازِيَّةٌ لِتَشْبِيهِهِمْ تَمَحُّضَهُمْ لِلضَّلَالِ بِإِحَاطَةِ الظَّرْفِ بِالْمَظْرُوفِ .