الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل إننا عاملون

                                                                                                                                                                                                                                      5 - وقالوا قلوبنا في أكنة ؛ أغطية؛ جمع "كنان"؛ وهو الغطاء؛ مما تدعونا إليه ؛ من التوحيد؛ وفي آذاننا وقر ؛ ثقل؛ يمنع من استماع قولك؛ ومن بيننا وبينك حجاب ؛ ستر؛ وهذه تمثيلات؛ لنبو قلوبهم عن تقبل الحق؛ واعتقاده؛ كأنها في غلف وأغطية؛ تمنع من نفوذه فيها؛ ومج أسماعهم له؛ كأن بها صمما عنه؛ ولتباعد المذهبين والدينين؛ كأن بينهم وما هم عليه؛ وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما هو عليه؛ حجابا ساترا؛ وحاجزا منيعا من جبل؛ أو نحوه؛ فلا تلاقي؛ ولا ترائي؛ فاعمل ؛ على دينك؛ إننا عاملون ؛ على ديننا؛ أو فاعمل في إبطال أمرنا؛ إننا عاملون في إبطال أمرك؛ وفائدة زيادة "من"؛ أن الحجاب ابتدأ منا؛ وابتدأ منك؛ فالمسألة المتوسطة لجهتنا وجهتك مستوعبة بالحجاب؛ لا فراغ فيها؛ ولو قيل: "بيننا وبينك حجاب"؛ لكان المعنى أن حجابا حاصل وسط الجهتين .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية