الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      الدعوى في الكراء قلت : أرأيت إن استأجرت دارا سنة فاختلفت أنا ورب الدار فقلت : أنا استأجرتها بمائة إردب من حنطة ، وقال رب الدار : بل أجرتك بمائة دينار فاختلفنا قبل أن أسكن الدار ؟ قال : القول قول رب الدار ويتحالفان ، وهذا مثل البيوع . [ ص: 529 ] قلت : فإن كان قد سكن المتكاري يوما أو يومين أو شهرا أو شهرين ثم اختلفا كما ذكرت لك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : أما اليوم واليومان فهو عندي قريب وهو بمنزلة من لم يتفرقا وبمنزلة من لم يقبض ما اشترى أو من قبض ما اشترى وتفرقا فاختلفا بعد يوم أو يومين ، والسلعة قائمة بعينها لم تفت فالقول قول رب الدار مع يمينه .

                                                                                                                                                                                      قلت : فإن كان قد سكن شهرا أو شهرين أو أكثر السنة ؟

                                                                                                                                                                                      قال : يتحالفان ويدفع إليه الساكن على حساب ما سكن من قيمة سكنى مثل الدار ويتفاسخان فيما بقي .

                                                                                                                                                                                      قلت : فإن قال المتكاري : تكاريتها بكذا وكذا لشيء لا يشبه أن يكون كراء الدار سنة ، وقال رب الدار : أكريت بكذا أو كذا لشيء لا يشبه أن يكون كراء الدار سنة ، أينفسخ الكراء بينهما أم يرد إلى كراء مثل الدار وهذا يقر بما قد سكن شهرا أو شهرين ؟

                                                                                                                                                                                      قال : يرد إلى كراء مثلها فيما سكن ويفسخ الكراء بينهما فيما بقي من السنة وهذا كله مثل البيوع .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية