الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون

                                                                                                                                                                                                                                      15 - فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق ؛ أي: تعظموا فيها على أهلها؛ [ ص: 231 ] بما لا يستحقون به التعظيم؛ وهو القوة؛ وعظم الأجرام؛ أو استولوا على الأرض بغير استحقاق للولاية؛ وقالوا من أشد منا قوة ؛ كانوا ذوي أجسام طوال؛ وخلق عظيم؛ وبلغ من قوتهم أن الرجل كان يقتلع الصخرة من الجبل بيده؛ أولم يروا ؛ أولم يعلموا علما يقوم مقام العيان؛ أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة ؛ أوسع منهم قدرة؛ لأنه قادر على كل شيء؛ وهم قادرون على بعض الأشياء بإقداره؛ وكانوا بآياتنا يجحدون ؛ معطوف على "فاستكبروا"؛ أي: كانوا يعرفون أنها حق؛ ولكنهم جحدوها؛ كما يجحد المودع الوديعة .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية