الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        فإذا النجوم طمست [8].

                                                                                                                                                                                                                                        رفعت النجوم بإضمار فعل مثل هذا؛ لأن ( إذا ) ههنا بمنزلة حروف المجازاة، فإن قال قائل: قد قال سيبويه في قول الله جل وعز: ( وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون ) إذا جواب بمنزلة الفاء، وإنما صارت جوابا بمنزلة الفاء؛ لأنها لا يبتدأ بها كما لا يبتدأ بالفاء، فقد ابتدئ بها ههنا، وأنت تقول: إذا قمت قمت مبتدأ. قال أبو جعفر : فلم أعلم أحدا غلط سيبويه في هذا، والحجة له أن ( إذا ) إذا كانت للمفاجأة لم يبتدأ [ ص: 115 ] بها نحو قوله: ( إذا هم يقنطون ) وإذا كانت بمعنى المجازاة ابتدئ بها، ولكن قد عورض سيبويه بأن الفاء تدخل عليها، فكيف تكون عوضا منها؟ فالجواب أنها إنما تدخل توكيدا، وجواب ( فإذا النجوم طمست ) ( ويل يومئذ للمكذبين ) وقيل: الفاء محذوفة، وقيل: الجواب محذوف.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية