الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          شذر

                                                          شذر : الشذر : قطع من الذهب يلقط من المعدن من غير إذابة الحجارة ، ومما يصاغ من الذهب فرائد يفصل بها اللؤلؤ والجوهر . والشذر أيضا : صغار اللؤلؤ ، شبهها بالشذر لبياضها . وقال شمر : الشذر هنات صغار كأنها رءوس النمل من الذهب تجعل في الخوق ، وقيل : هو خرز يفصل به النظم وقيل : هو اللؤلؤ الصغير ، واحدته شذرة قال الشاعر :


                                                          ذهب لما أن رآها ثرمله وقال : يا قوم رأيت منكره     شذرة واد ورأيت الزهره



                                                          وأنشد شمر للمرار الأسدي يصف ظبيا :


                                                          أتين على اليمين كأن شذرا     تتابع في النظام له زليل



                                                          وشذر النظم : فصله . فأما قولهم : شذر كلامه بشعر فمولد وهو على المثل . والتشذر : النشاط والسرعة في الأمر . وتشذرت الناقة إذا رأت رعيا يسرها فحركت برأسها مرحا وفرحا . والتشذر : التهدد ، ومنه قول سليمان بن صرد : بلغني عن أمير المؤمنين ذرء من قول تشذر لي فيه بشتم وإيعاد فسرت إليه جوادا أي مسرعا ; قال أبو عبيد : لست أشك فيها بالذال ، قال : وقال بعضهم تشزر بالزاي كأنه من النظر الشزر ، وهو نظر المغضب ، وقيل : التشذر التهيؤ للشر ، وقيل : التشذر التوعد والتهدد ; وقال لبيد :


                                                          غلب تشذر بالذحول كأنها     جن البدي رواسيا أقدامها



                                                          ابن الأعرابي : تشذر فلان وتقتر إذا تشمر وتهيأ للحملة . وفي حديث حنين : أرى كتيبة حرشف كأنهم قد تشذروا أي تهيأوا لها وتأهبوا . ويقال : شذر به وشتر به إذا سمع به . ويقال للقوم في الحرب إذا تطاولوا : تشذروا . وتشذر فلان إذا تهيأ للقتال . وتشذر فرسه أي ركبه من ورائه . وتشذرت الناقة : جمعت قطريها وشالت بذنبها . وتشذر السوط : مال وتحرك ; قال :


                                                          وكان ابن أجمال إذا ما تشذرت     صدور السياط شرعهن المخوف



                                                          وتشذر القوم : تفرقوا . وذهبوا في كل وجه شذر مذر وشذر مذر وبذر أي ذهبوا في كل وجه ، ولا يقال ذلك في الإقبال ، وذهبت غنمك شذر مذر وشذر مذر : كذلك . وفي حديث عائشة رضي الله عنها : أن عمر رضي الله عنه شرد الشرك شذر مذر أي فرقه وبدده في كل وجه ، ويروى بكسر الشين والميم وفتحهما . والتشذر بالثوب وبالذنب : هو الاستثفار به . والشوذر : الإتب وهو برد يشق ثم تلقيه المرأة في عنقها من غير كمين ولا جيب ; قال :


                                                          منضرج عن جانبيه الشوذر



                                                          وقيل : هو الإزار ، وقيل : هو الملحفة فارسي معرب أصله شاذر ، وقيل : جاذر ، وقال الفراء : الشوذر هو الذي تلبسه المرأة تحت ثوبها ، وقال الليث : الشوذر ثوب تجتابه المرأة والجارية إلى طرف عضدها ، والله أعلم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية