الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم وحق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس إنهم كانوا خاسرين

                                                                                                                                                                                                                                      وقيضنا لهم أي: قدرنا وقرنا للكفرة في الدنيا. قرناء جمع قرين أي: أخدانا من الشياطين يستولون عليهم استيلاء القيض على البيض وهو القشر، وقيل: أصل القيض البدل ومنه المقايضة للمعاوضة. فزينوا لهم ما بين أيديهم من أمور الدنيا واتباع الشهوات. وما خلفهم من أمور الآخرة حيث أروهم أن لا بعث ولا حساب ولا مكروه قط. وحق عليهم القول أي: ثبت وتقرر عليهم كلمة العذاب وتحقق موجبها ومصداقها وهو قوله تعالى لإبليس: فالحق والحق أقول لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين، وقوله تعالى: لمن تبعك منهم لأملأن جهنم منكم أجمعين كما مر مرارا. في أمم حال من الضمير المجرور أي: كائنين في جملة أمم. وقيل: "في" بمعنى مع ، وهذا كما ترى صريح في أن المراد بأعداء الله تعالى فيما سبق المعهودون من عاد وثمود لا الكفار من الأولين والآخرين كما قيل. قد خلت صفة لأمم أي: مضت. من قبلهم من الجن والإنس على الكفر والعصيان كدأب هؤلاء. إنهم كانوا خاسرين تعليل لاستحقاقهم العذاب والضير للأولين والآخرين.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية