nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=28nindex.php?page=treesubj&link=29038قل أرأيتم إن أهلكني الله ومن معي أو رحمنا فمن يجير الكافرين من عذاب أليم هذا تكرير ثان لفعل
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=23هو الذي أنشأكم .
nindex.php?page=treesubj&link=29284كان من بذاءة المشركين أن يجهروا بتمني هلاك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهلاك من معه من المسلمين ، وقد حكى القرآن عنهم
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=30أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون وحكي عن بعضهم
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=98ويتربص بكم الدوائر ، وكانوا يتآمرون على قتله ، قال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=30وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك فأمره الله بأن يعرفهم حقيقة تدحض أمانيهم ، وهي أن موت أحد أو حياته لا يغني عن غيره ما جره إليه عمله ، وقد جرت إليهم أعمالهم غضب الله ووعيده فهو نائلهم حيي الرسول - صلى الله عليه وسلم - أو بادره المنون ، قال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=41فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=42أو نرينك الذي وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون وقال
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=34nindex.php?page=treesubj&link=29394وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون وقال
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=30إنك ميت وإنهم ميتون أي المشركين ، وقد تكرر هذا المعنى وما يقاربه في القرآن وينسب إلى
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي :
تمنى رجال أن أموت فإن أمت فتلك سبيل لست فيها بأوحـد
[ ص: 52 ] فقد يكون نزول هذه الآيات السابقة صادف مقالة من مقالاتهم هذه فنزلت الآية في أثنائها وقد يكون نزولها لمناسبة حكاية قولهم
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=25متى هذا الوعد بأن قارنه كلام بذيء ، مثل أن يقولوا : أبعد هلاكك يأتي الوعد .
والإهلاك : الإماتة ، ومقابلة ( أهلكني ) ب ( رحمنا ) يدل على أن المراد : أو رحمنا بالحياة ، فيفيد أن الحياة رحمة ، وأن تأخير الأجل من النعم ، وإنما لم يؤخر الله أجل نبيئه - صلى الله عليه وسلم - مع أنه أشرف الرسل لحكم أرادها كما دل عليه قوله (
nindex.php?page=hadith&LINKID=2002707حياتي خير لكم وموتي خير لكم ) ، ولعل حكمة ذلك أن الله أكمل الدين الذي أراد إبلاغه فكان إكماله يوم الحج الأكبر من سنة ثلاث وعشرين من البعثة ، وكان استمرار نزول الوحي على النبيء - صلى الله عليه وسلم - خصيصية خصه الله بها من بين الأنبياء ، فلما أتم الله دينه ربا برسوله - صلى الله عليه وسلم - أن يبقى غير متصل بنزول الوحي فنقله الله إلى الاتصال بالرفيق الأعلى مباشرة بلا واسطة ، وقد أشارت إلى هذا سورة
nindex.php?page=tafseer&surano=110&ayano=1إذا جاء نصر الله من قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=110&ayano=2ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا nindex.php?page=tafseer&surano=110&ayano=3فسبح بحمد ربك واستغفره ولله در
عبد بني الحسحاس في عبرته بقوله :
رأيت المنايا لم يدعن محمـدا ولا باقيا إلا له الموت مرصدا
وقد عوضه الله تعالى بحياة أعلى وأجل ، إذ قال
nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=4ورفعنا لك ذكرك ، وبالحياة الأبدية العاجلة وهي أنه يرد عليه روحه الزكية كلما سلم عليه أحد فيرد - عليه السلام - كما ثبت بالحديث الصحيح .
وإنما سمى الحياة رحمة له ولمن معه ؛ لأن في حياته نعمة له وللناس ما دام الله مقدرا حياته ، وحياة المؤمن رحمة لأنه تكثر له فيها بركة الإيمان والأعمال الصالحة .
والاستفهام في ( أرأيتم ) إنكاري أنكر اندفاعهم إلى أمنيات ورغائب لا يجتنون منها نفعا ولكنها مما تمليه عليهم النفوس الخبيثة من الحقد والحسد .
والرؤية علمية ، وفعلها معلق عن العمل فلذلك لم يرد بعده مفعولاه ، وهو معلق بالاستفهام الذي هو في جملة جواب الشرط ، فتقدير الكلام : أرأيتم أنفسكم ناجين من عذاب أليم إن هلكت وهلك من معي ، فهلاكنا لا يدفع عنكم العذاب المعد للكافرين .
[ ص: 53 ] وأقحم الشرط بين فعل الرؤيا وما سد مسد مفعوليه .
والفاء في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=30فمن يأتيكم رابطة لجواب الشرط لأنه لما وقع بعد ما أصله المبتدأ والخبر وهو المفعولان المقدران رجح جانب الشرط .
والمعية في قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=28ومن معي ) معية مجازية ، وهي الموافقة والمشاركة في الاعتقاد والدين ، كما في قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار الآية ، أي الذين آمنوا معه ، وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=8والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم ، كما أطلقت الموافقة على الرأي والفهم في قول
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أنا مع ابن أخي يعني موافق
nindex.php?page=showalam&ids=12031لأبي سلمة بن عبد الرحمن ، وذلك حين اختلف
أبو سلمة nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس في المتوفى عنها الحامل إذا وضعت حملها قبل مضي عدة الوفاة .
والاستفهام بقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=28فمن يجير الكافرين إلخ إنكاري ، أي لا يجيرهم منه مجير ، أي أظننتم أن تجدوا مجيرا لكم إذا هلكنا فذلك متعذر فماذا ينفعكم هلاكنا !
والعذاب المذكور هنا ما عبر عنه بالوعد في الآية قبلها .
وتنكير عذاب للتهويل .
والمراد ب ( الكافرين ) جميع الكافرين فيشمل المخاطبين .
والكلام بمنزلة التذييل ، وفيه حذف ، تقديره : من يجيركم من عذاب فإنكم كافرون ولا مجير للكافرين .
وذكر وصف ( الكافرين ) لما فيه من الإيماء إلى علة الحكم لأنه وصف إذا علق به حكم أفاد تعليل ما منه اشتقاق الوصف .
وقرأ الجمهور بفتحة على ياء ( أهلكني ) ، وقرأها
حمزة بإسكان الياء .
وقرأ الجمهور ياء ( معي ) بفتحة . وقرأها
أبو بكر عن
عاصم وحمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي بسكون الياء .
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=28nindex.php?page=treesubj&link=29038قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَنْ يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ هَذَا تَكْرِيرٌ ثَانٍ لِفِعْلِ
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=23هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ .
nindex.php?page=treesubj&link=29284كَانَ مِنْ بَذَاءَةِ الْمُشْرِكِينَ أَنْ يَجْهَرُوا بِتَمَنِّي هَلَاكِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهَلَاكِ مَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، وَقَدْ حَكَى الْقُرْآنُ عَنْهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=30أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ وَحُكِيَ عَنْ بَعْضِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=98وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ ، وَكَانُوا يَتَآمَرُونَ عَلَى قَتْلِهِ ، قَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=30وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ فَأَمَرَهُ اللَّهُ بِأَنْ يُعَرِّفَهُمْ حَقِيقَةً تَدْحَضُ أَمَانِيِّهِمْ ، وَهِيَ أَنَّ مَوْتَ أَحَدٍ أَوْ حَيَاتَهُ لَا يُغْنِي عَنْ غَيْرِهِ مَا جَرَّهُ إِلَيْهِ عَمَلُهُ ، وَقَدْ جَرَّتْ إِلَيْهِمْ أَعْمَالُهُمْ غَضَبَ اللَّهِ وَوَعِيدَهُ فَهُوَ نَائِلُهُمْ حَيِيَ الرَّسُولُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَوْ بَادَرَهُ الْمَنُونُ ، قَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=41فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=42أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ وَقَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=34nindex.php?page=treesubj&link=29394وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ وَقَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=30إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ أَيِ الْمُشْرِكِينَ ، وَقَدْ تَكَرَّرَ هَذَا الْمَعْنَى وَمَا يُقَارِبُهُ فِي الْقُرْآنِ وَيُنْسَبُ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيِّ :
تَمَنَّى رِجَالٌ أَنْ أَمُوتَ فَإِنْ أَمُتْ فَتِلْكَ سَبِيلٌ لَسْتُ فِيهَا بِأَوْحَـدِ
[ ص: 52 ] فَقَدْ يَكُونُ نُزُولُ هَذِهِ الْآيَاتِ السَّابِقَةِ صَادَفَ مَقَالَةً مِنْ مَقَالَاتِهِمْ هَذِهِ فَنَزَلَتِ الْآيَةُ فِي أَثْنَائِهَا وَقَدْ يَكُونُ نُزُولُهَا لِمُنَاسَبَةِ حِكَايَةِ قَوْلِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=25مَتَى هَذَا الْوَعْدُ بِأَنْ قَارَنَهُ كَلَامٌ بَذِيءٌ ، مِثْلُ أَنْ يَقُولُوا : أَبْعَدَ هَلَاكِكَ يَأْتِي الْوَعْدُ .
وَالْإِهْلَاكُ : الْإِمَاتَةُ ، وَمُقَابَلَةُ ( أَهْلَكَنِيَ ) بِ ( رَحِمْنَا ) يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ : أَوْ رَحِمْنَا بِالْحَيَاةِ ، فَيُفِيدُ أَنَّ الْحَيَاةَ رَحْمَةٌ ، وَأَنَّ تَأْخِيرَ الْأَجَلَ مِنَ النِّعَمِ ، وَإِنَّمَا لَمْ يُؤَخِّرِ اللَّهُ أَجْلَ نَبِيئَهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَعَ أَنَّهُ أَشْرَفُ الرُّسُلِ لِحِكَمٍ أَرَادَهَا كَمَا دَلَّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ (
nindex.php?page=hadith&LINKID=2002707حَيَاتِي خَيْرٌ لَكُمْ وَمَوْتِي خَيْرٌ لَكُمْ ) ، وَلَعَلَّ حِكْمَةَ ذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ أَكْمَلَ الدِّينَ الَّذِي أَرَادَ إِبْلَاغَهُ فَكَانَ إِكْمَالُهُ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ مِنْ سَنَةِ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ مِنَ الْبَعْثَةِ ، وَكَانَ اسْتِمْرَارُ نُزُولِ الْوَحْيِ عَلَى النَّبِيءِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خِصِّيصِيَّةً خَصَّهُ اللَّهُ بِهَا مِنْ بَيْنِ الْأَنْبِيَاءِ ، فَلَمَّا أَتَمَّ اللَّهُ دِينَهُ رَبَا بِرَسُولِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَبْقَى غَيْرَ مُتَّصِلٍ بِنُزُولِ الْوَحْيِ فَنَقَلَهُ اللَّهُ إِلَى الِاتِّصَالِ بِالرَّفِيقِ الْأَعْلَى مُبَاشَرَةً بِلَا وَاسِطَةٍ ، وَقَدْ أَشَارَتْ إِلَى هَذَا سُورَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=110&ayano=1إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ مِنْ قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=110&ayano=2وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا nindex.php?page=tafseer&surano=110&ayano=3فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ وَلِلَّهِ دَرُّ
عَبَدِ بَنِيِ الْحَسْحَاسِ فِي عَبْرَتِهِ بِقَوْلِهِ :
رَأَيْتُ الْمَنَايَا لَمْ يَدَعْنَ مُحَمَّـدًا وَلَا بَاقِيًا إِلَّا لَهُ الْمَوْتُ مُرْصَدًا
وَقَدْ عَوَّضَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِحَيَاةٍ أَعْلَى وَأَجَلَّ ، إِذْ قَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=4وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ، وَبِالْحَيَاةِ الْأَبَدِيَّةِ الْعَاجِلَةِ وَهِيَ أَنَّهُ يَرُدُّ عَلَيْهِ رُوحَهُ الزَّكِيَّةَ كُلَّمَا سَلَّمَ عَلَيْهِ أَحَدٌ فَيَرُدُّ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - كَمَا ثَبَتَ بِالْحَدِيثِ الصَّحِيحِ .
وَإِنَّمَا سَمَّى الْحَيَاةَ رَحْمَةً لَهُ وَلِمَنْ مَعَهُ ؛ لِأَنَّ فِي حَيَاتِهِ نِعْمَةً لَهُ وَلِلنَّاسِ مَا دَامَ اللَّهُ مُقَدِّرًا حَيَاتَهُ ، وَحَيَاةُ الْمُؤْمِنِ رَحْمَةٌ لِأَنَّهُ تَكْثُرُ لَهُ فِيهَا بَرَكَةُ الْإِيمَانِ وَالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ .
وَالْاسْتِفْهَامُ فِي ( أَرَأَيْتُمْ ) إِنْكَارِيٌّ أَنْكَرَ انْدِفَاعَهُمْ إِلَى أُمْنِيَاتٍ وَرَغَائِبَ لَا يَجْتَنُونَ مِنْهَا نَفْعًا وَلَكِنَّهَا مِمَّا تُمْلِيهِ عَلَيْهِمُ النُّفُوسُ الْخَبِيثَةُ مِنَ الْحِقْدِ وَالْحَسَدِ .
وَالرُّؤْيَةُ عِلْمِيَّةٌ ، وَفِعْلُهُا مُعَلَّقٌ عَنِ الْعَمَلِ فَلِذَلِكَ لَمْ يَرِدْ بَعْدَهُ مَفْعُولَاهُ ، وَهُوَ مُعَلَّقٌ بِالْاسْتِفْهَامِ الَّذِي هُوَ فِي جُمْلَةِ جَوَابِ الشَّرْطِ ، فَتَقْدِيرُ الْكَلَامِ : أَرَأَيْتُمْ أَنْفُسَكُمْ نَاجِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ إِنْ هَلَكَتُ وَهَلَكَ مَنْ مَعِي ، فَهَلَاكُنَا لَا يَدْفَعُ عَنْكُمُ الْعَذَابَ الْمُعَدَّ لِلْكَافِرِينَ .
[ ص: 53 ] وَأُقْحِمُ الشَّرْطُ بَيْنَ فِعْلِ الرُّؤْيَا وَمَا سَدَّ مَسَدَّ مَفْعُولَيْهِ .
وَالْفَاءُ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=30فَمَنْ يَأْتِيكُمْ رَابِطَةٌ لِجَوَابِ الشَّرْطِ لِأَنَّهُ لَمَّا وَقَعَ بَعْدَ مَا أَصْلُهُ الْمُبْتَدَأُ وَالْخَبَرُ وَهُوَ الْمَفْعُولَانِ الْمُقَدَّرَانِ رَجَحَ جَانِبُ الشَّرْطِ .
وَالْمَعِيَّةُ فِي قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=28وَمَنْ مَعِيَ ) مَعِيَّةٌ مَجَازِيَّةٌ ، وَهِيَ الْمُوَافَقَةُ وَالْمُشَارَكَةُ فِي الْاعْتِقَادِ وَالدِّينِ ، كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ الْآيَةَ ، أَيِ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ، وَقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=8وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ ، كَمَا أُطْلِقَتِ الْمُوَافِقَةُ عَلَى الرَّأْيِ وَالْفَهْمِ فِي قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَا مَعَ ابْنِ أَخِي يَعْنِي مُوَافِقٌ
nindex.php?page=showalam&ids=12031لِأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَذَلِكَ حِينَ اخْتَلَفَ
أَبُو سَلَمَةَ nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنُ عَبَّاسٍ فِي الْمُتَوَفَّى عَنْهَا الْحَامِلِ إِذَا وَضَعَتْ حَمْلَهَا قَبْلَ مُضِيِّ عِدَّةِ الْوَفَاةِ .
وَالْاسْتِفْهَامُ بِقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=28فَمَنْ يُجِيرُ الْكَافِرِينَ إِلَخْ إِنْكَارِيٌّ ، أَيْ لَا يُجِيرُهُمْ مِنْهُ مُجِيرٌ ، أَيْ أَظَنَنْتُمْ أَنْ تَجِدُوا مُجِيرًا لَكُمْ إِذَا هَلَكْنَا فَذَلِكَ مُتَعَذِّرٌ فَمَاذَا يَنْفَعُكُمْ هَلَاكُنَا !
وَالْعَذَابُ الْمَذْكُورُ هُنَا مَا عَبَّرَ عَنْهُ بِالْوَعْدِ فِي الْآيَةِ قَبْلَهَا .
وَتَنْكِيرُ عَذَابٍ لِلتَّهْوِيلِ .
وَالْمُرَادُ بِ ( الْكَافِرِينَ ) جَمِيعُ الْكَافِرِينَ فَيَشْمَلُ الْمُخَاطَبِينَ .
وَالْكَلَامُ بِمَنْزِلَةِ التَّذْيِيلِ ، وَفِيهِ حَذْفٌ ، تَقْدِيرُهُ : مَنْ يُجِيرُكُمْ مِنْ عَذَابٍ فَإِنَّكُمْ كَافِرُونَ وَلَا مُجِيرَ لِلْكَافِرِينَ .
وَذُكِرَ وَصْفُ ( الْكَافِرِينَ ) لِمَا فِيهِ مِنَ الْإِيمَاءِ إِلَى عِلَّةِ الْحُكْمِ لِأَنَّهُ وَصْفٌ إِذَا عَلِقَ بِهِ حُكْمٌ أَفَادَ تَعْلِيلَ مَا مِنْهُ اشْتِقَاقُ الْوَصْفِ .
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ بِفَتْحَةٍ عَلَى يَاءِ ( أَهْلَكَنِيَ ) ، وَقَرَأَهَا
حَمْزَةُ بِإِسْكَانِ الْيَاءِ .
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ يَاءَ ( مَعِيَ ) بِفَتْحَةٍ . وَقَرَأَهَا
أَبُو بَكْرٍ عَنْ
عَاصِمٍ وَحَمْزَةَ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ بِسُكُونِ الْيَاءِ .