الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم وحق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس إنهم كانوا خاسرين

                                                                                                                                                                                                                                      25 - وقيضنا لهم ؛ أي: قدرنا لمشركي مكة؛ يقال: "هذان ثوبان قيضان"؛ أي: مثلان؛ والمقايضة: المعاوضة؛ وقيل: سلطنا عليهم؛ قرناء ؛ أخدانا من الشياطين؛ جمع "قرين"؛ كقوله: ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له [ ص: 234 ] قرين فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم ؛ أي: ما تقدم من أعمالهم؛ وما هم عازمون عليها؛ أو ما بين أيديهم من أمر الدنيا؛ واتباع الشهوات؛ وما خلفهم من أمر العاقبة؛ وأن لا بعث ولا حساب؛ وحق عليهم القول ؛ كلمة العذاب؛ في أمم ؛ في جملة أمم؛ ومحله النصب على الحال من الضمير في عليهم؛ أي: حق عليهم القول كائنين في جملة أمم؛ قد خلت من قبلهم ؛ قبل أهل مكة؛ من الجن والإنس إنهم كانوا خاسرين ؛ هو تعليل لاستحقاقهم العذاب؛ والضمير لهم؛ وللأمم .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية