الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          أ ذ ن : ( أذن ) له في الشيء بالكسر ( إذنا ) و ( أذن ) بمعنى علم وبابه طرب . ومنه قوله تعالى : فأذنوا بحرب من الله ورسوله وأذن له استمع وبابه طرب . قال قعنب بن أم صاحب :


                                                          إن يأذنوا ريبة طاروا بها فرحا مني وما أذنوا من صالح دفنوا     صم إذا سمعوا خيرا ذكرت به
                                                          وإن ذكرت بشر عندهم أذنوا

                                                          قلت : ومنه قوله تعالى : وأذنت لربها وحقت وفي الحديث : " ما أذن الله لشيء كأذنه لنبي يتغنى بالقرآن " و ( الأذان ) الإعلام وأذان الصلاة معروف وقد أذن أذانا و ( المئذنة ) المنارة و ( الأذن ) يخفف ويثقل وهي مؤنثة وتصغيرها ( أذينة ) ورجل ( أذن ) إذا كان يسمع مقال كل أحد يستوي فيه الواحد والجمع . و ( آذنه ) بالشيء بالمد أعلمه به يقال ( آذن ) و ( تأذن ) بمعنى ، كما يقال أيقن وتيقن . ومنه قوله تعالى : وإذ تأذن ربك و ( إذن ) حرف مكافأة وجواب إذا قدمته على الفعل المستقبل نصبت به لا غير ، كما لو قال قائل : الليلة أزورك فقلت : إذن أكرمك ، وإن أخرته ألغيت كما لو قلت : أكرمك إذن . فإن كان الفعل الذي بعده فعل الحال لم يعمل فيه لأن الحال لا تعمل فيه العوامل الناصبة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية