الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          شرح

                                                          شرح : الشرح والتشريح : قطع اللحم عن العضو قطعا ، وقيل : قطع اللحم على العظم قطعا ، والقطعة منه شرحة وشريحة ، وقيل : الشريحة القطعة من اللحم المرققة . ابن شميل : الشرحة من الظباء الذي يجاء به يابسا كما هو لم يقدد ; يقال : خذ لنا شرحة من الظباء ، وهو لحم مشروح ، وقد شرحته وشرحته ، والتصفيف نحو من التشريح ، وهو ترقيق البضعة من اللحم حتى يشف من رقته ثم يلقى على الجمر . والشرح : الكشف ، يقال : شرح فلان أمره أي أوضحه وشرح مسألة مشكلة : بينها ، وشرح الشيء يشرحه شرحا ، وشرحه : فتحه وبينه وكشفه . وكل ما فتح من الجواهر فقد شرح أيضا . تقول : شرحت الغامض إذا فسرته ; ومنه تشريح اللحم ; قال الراجز :


                                                          كم قد أكلت كبدا وإنفحه ثم ادخرت ألية مشرحه



                                                          وكل سمين من اللحم ممتد ، فهو شريحة وشريح . وشرح الله صدره لقبول الخير يشرحه شرحا فانشرح : وسعه لقبول الحق فاتسع . وفي التنزيل : فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام . وفي حديث الحسن قال له عطاء : أكان الأنبياء يشرحون إلى الدنيا مع علمهم بربهم ؟ فقال له : نعم إن لله ترائك في خلقه ; أراد : كانوا ينبسطون إليها ويشرحون صدورهم ويرغبون في اقتنائها رغبة واسعة .

                                                          والمشرح : متاع المرأة ; قال :


                                                          قرحت عجيزتها ومشرحها     من نصها دأبا على البهر



                                                          وربما سمي شريحا ، وأراه على ترخيم التصغير . والمشرح : الراشق الاست . وشرح جاريته إذا سلقها على قفاها ثم غشيها ; قال ابن عباس : كان أهل الكتاب لا يأتون نساءهم إلا على حرف وكان هذا الحي من قريش يشرحون النساء شرحا ; شرح جاريته إذا وطئها نائمة على قفاها . والمشروح : السراب ; عن ثعلب ، والسين لغة . قال أبو عمرو : قال رجل من العرب لفتاه : أبغني شارحا فإن أشاءنا مغوس ، وإني أخاف عليه الطمل ; قال أبو عمرو : الشارح الحافظ ، والمغوس المشنخ ; قال الأزهري : تشنيخ النخل تنقيحه من السلاء . والأشاء : صغار النخل ; قال ابن الأعرابي : الشرح الحفظ ، والشرح الفتح ، والشرح البيان ، والشرح الفهم ، والشرح الافتضاض للأبكار ; وشاهد الشارح بمعنى الحافظ ، قول الشاعر :


                                                          وما شاكر إلا عصافير قرية     يقوم إليها شارح فيطيرها



                                                          والشارح في كلام أهل اليمن : الذي يحفظ الزرع من الطيور وغيرها . وشريح ومشرح بن عاهان : اسمان . وبنو شريح : بطن . وشراحيل : اسم ، كأنه مضاف إلى إيل ، ويقال شراحين أيضا بإبدال اللام نونا عن يعقوب .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية