الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
2206 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15573محمد بن بشار حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى بن سعيد عن nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري عن nindex.php?page=showalam&ids=14414الزبير بن عدي قال nindex.php?page=hadith&LINKID=664502دخلنا على nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك فشكونا إليه ما نلقى من الحجاج فقال nindex.php?page=treesubj&link=31022_30208_30194ما من عام إلا الذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم سمعت هذا من نبيكم صلى الله عليه وسلم قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح
قوله : ( عن nindex.php?page=showalam&ids=14414الزبير بن عدي ) الهمداني اليامي بالتحتانية كنيته أبو عدي الكوفي ولي قضاء الري ثقة من الخامسة ، وقال في الفتح وهو من صغار التابعين وليس له في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري سوى هذا الحديث يعني حديث الباب ، قوله : ( من nindex.php?page=showalam&ids=14078الحجاج ) أي ابن يوسف الثقفي الأمير المشهور ، والمراد شكواهم ما يلقون من ظلمه لهم وتعديه ، قد ذكر الزبير في الموفقيات من طريق مجالد عن الشعبي ، قال كان عمر فمن بعده إذا أخذوا العاصي أقاموه للناس ونزعوا عمامته ، فلما كان زياد ضرب في الجنايات بالسياط ، ثم زاد مصعب بن الزبير حلق اللحية ، فلما كان بشر بن مروان سمر كف الجاني بمسمار ، فلما قدم الحجاج قال هذا كله لعب ، فقتل بالسيف ، كذا في الفتح .
( فقال nindex.php?page=hadith&LINKID=877140ما من عام إلا والذي بعده شر منه ) ، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070للبخاري : فقال : nindex.php?page=hadith&LINKID=877141اصبروا فإنه لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده شر منه ( حتى تلقوا ربكم ) أي حتى تموتوا ، وقد ثبت في صحيح مسلم في حديث آخر : nindex.php?page=hadith&LINKID=877142واعلموا أنكم nindex.php?page=treesubj&link=28725لن تروا ربكم حتى تموتوا ، قال الحافظ في الفتح : قال ابن بطال هذا الخبر من أعلام النبوة ، لإخباره صلى الله عليه وسلم بفساد الأحوال وذلك من الغيب الذي لا يعلم بالرأي وإنما يعلم بالوحي انتهى ، وقد استشكل هذا الإطلاق مع أن بعض الأزمنة تكون في الشر دون التي قبلها ، ولو لم يكن في ذلك إلا زمن عمر بن عبد العزيز ، وهو بعد زمن الحجاج بيسير ، وقد اشتهر الخير الذي كان في زمن عمر بن عبد العزيز ، بل لو قيل إن الشر اضمحل في زمانه لما كان بعيدا ، فضلا عن أن يكون شرا من الزمن الذي قبله ، وقد حمله nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري على الأكثر الأغلب فسئل عن وجود عمر بن عبد العزيز بعد الحجاج ، فقال لا بد للناس من تنفيس .
وأجاب بعضهم : أن المراد بالتفضيل تفضيل مجموع العصر على مجموع العصر ، فإن عصر الحجاج كان فيه كثير من الصحابة في الأحياء ، وفي [ ص: 374 ] عصر عمر بن عبد العزيز انقرضوا ، nindex.php?page=treesubj&link=28811والزمان الذي فيه الصحابة خير من الزمان الذي بعده لقوله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=hadith&LINKID=877143خير القرون قرني ، وهو في الصحيحين .
قال الحافظ : ثم وجدت عن nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود التصريح بالمراد وهو أولى بالاتباع ، فأخرج يعقوب بن شيبة من طريق الحارث بن حصيرة عن nindex.php?page=showalam&ids=15950زيد بن وهب قال سمعت nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود يقول : لا يأتي عليكم يوم إلا وهو شر من اليوم الذي كان قبله حتى تقوم الساعة ، لست أعني رخاء من العيش يصيبه ، ولا مالا يفيده ، ولكن لا يأتي عليكم يوم إلا وهو أقل علما من اليوم الذي مضى قبله ، فإذا ذهب العلماء استوى الناس ، فلا يأمرون بالمعروف ، ولا ينهون عن المنكر ، فعند ذلك يهلكون ، ومن طريق الشعبي عن مسروق عنه قال : لا يأتي عليكم زمان إلا وهو شر مما كان قبله ، أما إني لا أعني أميرا خيرا من أمير ، ولا عاما خيرا من عام ، ولكن علماؤكم وفقهاؤكم يذهبون ثم لا تجدون منهم خلفاء ، ويجيء قوم يفتون برأيهم وفي لفظ عنه من هذا الوجه : وما ذاك بكثرة الأمطار وقلتها ، ولكن بذهاب العلماء ، ثم يحدث قوم يفتون في الأمور برأيهم فيثلمون الإسلام ويهدمونه .
واستشكلوا أيضا زمان عيسى ابن مريم بعد زمان الدجال ، وأجاب الكرماني بأن المراد الزمان الذي يكون بعد عيسى ، والمراد جنس الزمان الذي فيه الأمراء ، وإلا فمعلوم من الدين بالضرورة أن زمان النبي المعصوم لا شر فيه
قال الحافظ : ويحتمل أن يكون المراد بالأزمنة ما قبل وجود العلامات العظام كالدجال وما بعده ، ويكون المراد بالأزمنة المتفاضلة في الشر من زمن الحجاج فما بعده إلى زمن الدجال ، وأما زمن عيسى عليه السلام فله حكم مستأنف ، ويحتمل أن يكون المراد بالأزمنة المذكورة أزمنة الصحابة ، بناء على أنهم هم المخاطبون بذلك ، فيختص بهم ، فأما من بعدهم فلم يقصد في الخبر المذكور لكن الصحابي فهم التعميم ، فلذلك أجاب من شكا إليه الحجاج بذلك وأمرهم بالصبر أو جلهم من التابعين ، انتهى ما في الفتح .
قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في الفتن .