الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          شرس

                                                          شرس : أبو زيد : الشرس السيئ الخلق . ورجل شرس وشريس وأشرس : عسير الخلق شديد الخلاف ، وقد شرس شرسا ، وفيه شراس ورجل شرس الخلق بين الشرس والشراسة ، وشرست نفسه شرسا وشرست شراسة فهي شريسة ; قال :


                                                          فرحت ولي نفسان نفس شريسة ونفس تعناها الفراق جزوع



                                                          والشراس : شدة المشارسة في معاملة الناس . وتقول : رجل أشرس ذو شراس ، وناقة شريسة ذات شراس وذات شريس . وفي حديث عمرو بن معديكرب : هم أعظمنا خميسا وأشدنا شريسا أي شراسة ; وقد شرس يشرس فهو شرس ، وقوم فيهم شرس وشريس وشراسة أي نفور وسوء خلق . وشارسه مشارسة وشراسا . عاسره وشاكسه . وناقة شريسة : بينة الشراس سيئة الخلق . وإنه لذو شريس أي عسر ; قال :


                                                          قد علمت عمرة بالغميس     أن أبا المسوار ذو شريس



                                                          وتشارس القوم : تعادوا . ابن الأعرابي : شرس الإنسان إذا تحبب إلى الناس . والشرس : شدة وعك الشيء ، شرسه يشرسه شرسا . وشرس الحمار آتنه يشرسها شرسا : أمر لحييه ونحو ذلك على ظهورها . الليث : الشرس شبه الدعك للشيء كما يشرس الحمار ظهور العانة بلحييه ; وأنشد :


                                                          قدا بأنياب وشرسا أشرسا



                                                          ومكان شراس صلب خشن المس . الجوهري : مكان شرس أي غليظ : قال العجاج :


                                                          إذا أنيخت بمكان شرس     خوت على مستويات خمس
                                                          كركرة وثفنات ملس



                                                          قال ابن بري : صواب إنشاده على التذكير ; لأنه يصف جملا :

                                                          [ ص: 56 ]

                                                          إذا أنيخ بمكان شرس     خوى على مستويات خمس



                                                          وقبله بأبيات :


                                                          كأنه من طول جذع العفس     ورملان الخمس بعد الخمس
                                                          ينحت من أقطاره بفأس



                                                          قوله : خوى : يريد برك متجافيا على الأرض في بروكه لضمره وعظم ثفناته ، وهي ما ولي الأرض من قوائمه إذا برك . والكركرة : ما ولي الأرض من صدره . والجذع : الحبس على غير علف . والعفس : الإذالة . والرملان : ضرب من السير . وأرض شرساء وشراس على فعال مثل قطام : خشنة غليظة ، نعت الأرض واجب كالاسم . أبو زيد : الشراسة شدة أكل الماشية ; قال أبو حنيفة : شرست الماشية تشرس شراسة اشتد أكلها . وإنه لشريس الأكل أي شديده . والشريس : نبت بشع الطعم وقيل : كل بشع الطعم شريس . والشرس بالكسر : عضاه الجبل وله شوك أصفر ، وقيل : هو ما صغر من شجر الشوك كالشبرم والحاج ، وقيل : الشرس ما رق شوكه ، ونباته الهجول والصحارى ، ولا ينبت في الجرع ولا قيعان الأودية ، وقيل : الشرس شجر صغار له شوك ، وقيل : الشرس حمل نبت ما . وأشرس القوم : رعت إبلهم الشرس . وبنو فلان مشرسون أي ترعى إبلهم الشرس . وأرض مشرسة وشريسة : كثيرة الشرس وهو ضرب من النبات . والشرس بفتح الشين والراء : ما صغر من شجر الشوك ; حكاه أبو حنيفة . ابن الأعرابي : الشرس الشكاعى والقتاد والسحا وكل ذي شوك مما يصغر ; وأنشد :


                                                          واضعة تأكل كل شرس



                                                          وأشرس وشريس : اسمان .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية