الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              1747 كتاب الزهد والرقائق

                                                                                                                              وقال النووي : (كتاب الزهد).

                                                                                                                              باب: اللهم! اجعل رزق آل محمد قوتا

                                                                                                                              وهو في النووي، في:(الكتاب المذكور).

                                                                                                                              [ ص: 502 ] (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ، ص105 ج18، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "اللهم! اجعل رزق آل محمد قوتا" ).

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: " اللهم! اجعل رزق آل محمد قوتا ").

                                                                                                                              وفي رواية: "اللهم! ارزق"

                                                                                                                              . وفي أخرى: "كفافا" .

                                                                                                                              معنى "قوتا": كفايتهم من غير إسراف. وهو بمعنى "كفافا". وقيل: هو سد الرمق.

                                                                                                                              وقيل: "قوتا" أي بقدر ما يمسك الرمق، من المطعم.

                                                                                                                              وقيل: "قوتا" يكفه عن الجوع، أو عن السؤال.

                                                                                                                              وهذا الحديث: علم من أعلام النبوة. وقد أجاب الله سبحانه هذا الدعاء، فإنك ترى "عترته" صلى الله عليه وآله وسلم (من زمنه، إلى زمننا هذا): ليس في أيديهم غير القوت: الذي لا يموت به صاحبه، [ ص: 503 ] والكفاف: الذي لا يستطيع دونه. ولم يسلم عليهم مملكة، كما حصلت لغيرهم.

                                                                                                                              ولم يقم فيهم : سلطنة على وجه يعتد به، وإن ظهر بعضهم على بعض القطر اليسير من الملك الكبير، والنادر كالمعدوم. بل هم أقل الناس معاشا، وأنزرهم قوتا، وأقصرهم كفافا: في أكثر الأزمنة والبلاد.

                                                                                                                              ولعل النكتة في بداية المنذري (رحمه الله): (كتاب الزهد) بهذا الحديث: تنبيه غير آل محمد، صلى الله عليه وآله وسلم: على إيثار القوت والكفاف، وتثبيتهم على الفقر والفاقة، وكف اللسان عن شكاية قلة الرزق والمعاش؛ لأنه إذا أريد بأفاضل الأمة وخيارهم: هذا الأمر، فكيف بمن هو مفضول، أو من الشرار؟ والله أعلم.




                                                                                                                              الخدمات العلمية