الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      فاطر السماوات والأرض جعل لكم من أنفسكم أزواجا ومن الأنعام أزواجا يذرؤكم فيه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير

                                                                                                                                                                                                                                      فاطر السماوات والأرض خبر آخر لـ"ذلكم" أو خبر لمبتدأ محذوف أو مبتدأ خبره جعل لكم ، وقرئ بالجر على أنه بدل من الضمير أو وصف للاسم الجليل في قوله تعالى: إلى الله وما بينهما اعتراض بين الصفة والموصوف. من أنفسكم من جنسكم. أزواجا نساء، وتقديم الجار والمجرور على المفعول الصريح قد مر سره غير مرة. ومن الأنعام أي: وجعل للأنعام من جنسها أزواجا أو خلق لكم من الأنعام أصنافا أو ذكورا وإناثا. يذرؤكم يكثركم من الذرء وهو البث، وفي معناه: الذرو والذر. فيه أي: [ ص: 25 ] فيما ذكر من التدبير فإن جعل الناس والأنعام أزواجا يكون بينهم توالد كالمنبع للبث والتكثير. ليس كمثله شيء أي: ليس مثله في شأن من الشؤون التي من جملتها هذا التدبير البديع ، والمراد من مثله: ذاته ، كما في قولهم: مثلك لا يفعل كذا على قصد المبالغة في نفيه عنه فإنه إذا نفي عمن يناسبه كان نفيه عنه أولى ثم سلكت هذه الطريقة في شأن من لا مثل له. وقيل: مثله صفته أي: ليس كصفته صفة. وهو السميع البصير المبالغ في العلم بكل ما يسمع ويبصر.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية