الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          شزر

                                                          شزر : نظر شزر : فيه إعراض كنظر المعادي المبغض ، وقيل : هو نظر على غير استواء بمؤخر العين ، وقيل : هو النظر عن يمين وشمال . وفي حديث علي : الحظوا الشزر واطعنوا اليسر ; الشزر : النظر عن اليمين والشمال وليس بمستقيم الطريقة ، وقيل : هو النظر بمؤخر العين ، وأكثر ما يكون النظر الشزر في حال الغضب ، وقد شزره يشزره شزرا . وشزر إليه : نظر منه في أحد شقيه ولم يستقبله بوجهه . ابن الأنباري : إذا نظر بجانب العين فقد شزر يشزر من البغضة والهيبة ; ونظر إليه شزرا وهو نظر الغضبان بمؤخر العين ، وفي لحظه شزر بالتحريك . وتشازر القوم أي نظر بعضهم إلى بعض شزرا . الفراء : يقال شزرته أشزره شزرا ، ونزرته أنزره نزرا أي أصبته بالعين ، وإنه لحميء العين ، ولا فعل له ، وإنه لأشوه العين إذا كان خبيث العين ، وإنه لشقذ العين إذا كان لا يقهره النعاس وقد شقذ يشقذ شقذا . أبو عمرو : والشزر من المشازرة ، وهي المعاداة ; قال رؤبة :


                                                          يلقى معاديهم عذاب الشزر

                                                          ، ويقال : أتاه الدهر بشزرة لا ينحل منها أي أهلكه . وقد أشزره الله أي ألقاه في مكروه لا يخرج منه . والطعن : الشزر : ما طعنت بيمينك وشمالك . وفي المحكم : الطعن الشزر ما كان عن يمين وشمال . وشزره بالسنان : طعنه . الليث : الحبل المشزور المفتول ، وهو الذي يفتل مما يلي اليسار وهو أشد لفتله ، وقال غيره : الشزر إلى فوق . قال الأصمعي : المشزور المفتول إلى فوق ، وهو الفتل الشزر ; قال أبو منصور : وهذا هو الصحيح . ابن سيده : والشزر من الفتل ما كان عن اليسار ، وقيل : هو أن يبدأ الفاتل من خارج ويرده إلى بطنه ، وقد شزره ; قال :


                                                          لمصعب الأمر إذا الأمر انقشر     أمره يسرا فإن أعيا اليسر
                                                          والتاث إلا مرة الشزر شزر

                                                          أمره أي فتله فتلا شديدا . يسرا أي فتله على الجهة اليسراء . فإن أعيا اليسر والتاث أي أبطأ . أمره شزرا أي على العسراء وأغاره عليها ; قال : ومثله قوله :


                                                          بالفتل شزرا غلبت يسارا     تمطو العدى والمجذب البتارا

                                                          يصف حبال المنجنيق يقول : إذا ذهبوا بها عن وجوهها أقبلت على القصد . واستشزر الحبل واستشزره فاتله ; وروي بيت امرئ القيس بالوجهين جميعا :


                                                          غدائره مستشزرات إلى العلا     تظل المداري في مثنى ومرسل

                                                          ، ويروى مستشزرات . وغزل شزر : على غير استواء . وفي الصحاح : والشزر من الفتل ما كان إلى فوق خلاف دور المغزل . يقال : حبل مشزور وغدائر مستشزرات . وطحن شزر : ذهب به عن اليمين . يقال : طحن بالرحى شزرا ، وهو أن يذهب بالرحى عن يمينه وبتا أي عن يساره ; وأنشد :


                                                          ونطحن بالرحى بتا وشزرا     ولو نعطى المغازل ما عيينا

                                                          والشزر : الشدة والصعوبة في الأمر . وتشزر الرجل : تهيأ للقتال . وتشزر : غضب ; ومنه قول سليمان بن صرد : بلغني عن أمير المؤمنين ذرء من خبر تشزر لي فيه بشتم وإبعاد فسرت إليه جوادا ، ويروى تشذر ، وقد تقدم ; وقوله أنشده ابن الأعرابي :


                                                          ما زال في الحولاء شزرا رائغا     عند الصريم كروغة من ثعلب

                                                          فسره ، فقال : شزرا آخذا في غير الطريق . يقول : لم يزل في رحم أمه رجل سوء ، كأنه يقول لم يزل في أمه على الحالة التي هو عليها في الكبر . والصريم هنا : الأمر المصروم . وشيزر : بلد ، وفي المحكم : أرض قال امرؤ القيس :


                                                          تقطع أسباب اللبانة والهوى     عشية جاوزنا حماة وشيزرا

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية