الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      [ ص: 632 ] العزيز

                                                                                      الملك العزيز ، أبو منصور بن الملك جلال الدولة أبي طاهر بن بهاء الدولة بن عضد الدولة ; من بقايا ملوك بني بويه .

                                                                                      كان بارع الأدب ، مليح النظم ، وهو أول من لقب بألقاب ملوك زماننا ، وكانت دولته محلولة ، قهره أبو كاليجار كما ذكرنا ، وبقي في ملك مزلزل سبعة أعوام ، واتفق موته بظاهر ميافارقين سنة إحدى وأربعين وأربعمائة واسمه خسرو فيروز بن فيروز بن خره فيروز بن فناخسرو بن حسن بن بويه .

                                                                                      وكان مولده بالبصرة سنة سبع وأربعمائة .

                                                                                      عمل إمرة واسط لأبيه ، وبرع في الأدب والأخبار ، وأكب على اللهو والخلاعة نسأل الله العافية .

                                                                                      وهو القائل :

                                                                                      من ملني فلينأ عني راشدا فمتى عرضت له فلست براشد     ما ضاقت الدنيا علي بأسرها
                                                                                      حتى تراني راغبا في زاهد

                                                                                      ولما مات أبوه الجلال ، فارق العزيز واسط ، وأقام عند أمير العرب دبيس بن مزيد الأسدي ، ثم توجه إلى ديار بكر منتجعا للملوك ، وقد تلاشى حاله ، فمات في ربيع الأول بميافارقين من سنة إحدى وأربعين وأربعمائة .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية