الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل ينظرون من طرف خفي وقال الذين آمنوا إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا إن الظالمين في عذاب مقيم

                                                                                                                                                                                                                                      وتراهم يعرضون عليها أي: على النار المدلول عليها بالعذاب، والخطاب في الموضعين لكل من يتأتى منه الرؤية. خاشعين من الذل متذللين متضائلين مما دهاهم. ينظرون من طرف خفي أي: يبتدئ نظرهم إلى النار من تحريك لأجفانهم ضعيف ، كالمصبور ينظر إلى السيف. وقال الذين آمنوا إن الخاسرين أي: المتصفين بحقيقة الخسران. الذين خسروا أنفسهم وأهليهم بالتعريض للعذاب الخالد. يوم القيامة إما ظرف لـ"خسروا" فالقول في [ ص: 36 ] الدنيا ، أو لقال ، فالقول يوم القيامة أي: يقولون حين يرونهم على تلك الحال، وصيغة الماضي للدلالة على تحققه. وقوله تعالى: ألا إن الظالمين في عذاب مقيم إما من تمام كلامهم أو تصديق من الله تعالى لهم.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية