بسم الله الرحمن الرحيم كتاب الشرب والمساقاة باب في الشرب وقول الله تعالى وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون وقوله جل ذكره أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون الأجاج المر المزن السحاب باب في الشرب ومن رأى صدقة الماء وهبته ووصيته جائزة مقسوما كان أو غير مقسوم وقال عثمان قال النبي صلى الله عليه وسلم من يشتري بئر رومة فيكون دلوه فيها كدلاء المسلمين فاشتراها عثمان رضي الله عنه
2224 حدثنا حدثنا سعيد بن أبي مريم قال حدثني أبو غسان عن أبو حازم رضي الله عنه قال سهل بن سعد يا غلام أتأذن لي أن أعطيه الأشياخ قال ما كنت لأوثر بفضلي منك أحدا يا رسول الله فأعطاه إياه أتي النبي صلى الله عليه وسلم بقدح فشرب منه وعن يمينه غلام أصغر القوم والأشياخ عن يساره فقال
كتاب الشرب والمساقاة
- باب في الشرب
- باب من قال إن صاحب الماء أحق بالماء حتى يروى
- باب من حفر بئرا في ملكه لم يضمن
- باب الخصومة في البئر والقضاء فيها
- باب إثم من منع ابن السبيل من الماء
- باب سكر الأنهار
- باب شرب الأعلى قبل الأسفل
- باب شرب الأعلى إلى الكعبين
- باب فضل سقي الماء
- باب من رأى أن صاحب الحوض والقربة أحق بمائه
- باب لا حمى إلا لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم
- باب شرب الناس والدواب من الأنهار
- باب بيع الحطب والكلإ
- باب القطائع
- باب كتابة القطائع
- باب حلب الإبل على الماء
- باب الرجل يكون له ممر أو شرب في حائط أو في نخل
التالي
السابق
[ ص: 36 ] قوله ( بسم الله الرحمن الرحيم . في . وقول الله عز وجل : الشرب وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون وقوله جل ذكره : أفرأيتم الماء الذي تشربون - إلى قوله - فلولا تشكرون ) كذا لأبي ذر ، وزاد غيره في أوله ( كتاب المساقاة ) ولا وجه له فإن التراجم التي فيه غالبها تتعلق بإحياء الموات . ووقع في شرح ابن بطال ( كتاب المياه ) وأثبت النسفي " باب " خاصة ، وساق عن أبي ذر الآيتين .
والشرب بكسر المعجمة والمراد به الحكم في قسمة الماء قاله عياض ، وقال : ضبطه الأصيلي بالضم والأول أولى ، وقال ابن المنير : من ضبطه بالضم أراد المصدر . وقال غيره المصدر مثلث وقرئ : فشاربون شرب الهيم مثلثا ، والشرب في الأصل بالكسر النصيب والحظ من الماء تقول : كم شرب أرضكم ؟ وفي المثل " آخرها شربا أقلها شربا " قال ابن بطال : معنى قوله : وجعلنا من الماء كل شيء حي أراد الحيوان الذي يعيش بالماء ، وقيل أراد بالماء النطفة ، ومن قرأ : " وجعلنا من الماء كل شيء حيا " دخل فيه الجماد أيضا لأن حياتها هو خضرتها وهي لا تكون إلا بالماء . قلت : وهذا المعنى أيضا يخرج من القراءة المشهورة ، ويخرج من تفسير قتادة حيث قال : " كل شيء حي فمن الماء خلق " أخرجه الطبري عنه . وروى ابن أبي حاتم عن أبي العالية أن المراد بالماء النطفة ، وروى أحمد من طريق أبي ميمونة عن قلت : أبي هريرة إسناده صحيح . يا رسول الله أخبرني عن كل شيء ، قال : كل شيء خلق من الماء
قوله : ( ثجاجا منصبا ) هو في رواية المستملي وحده ، وهو تفسير ابن عباس ومجاهد وقتادة أخرجه الطبري عنهم .
قوله : ( المزن السحاب ) هو تفسير مجاهد وقتادة أخرجه الطبري عنهما ، وقال غيرهما : المزن السحاب الأبيض واحده مزنة .
[ ص: 37 ] قوله : ( والأجاج : المر ) هو تفسير أبي عبيدة في " معاني القرآن " وأخرجه ابن أبي حاتم عن قتادة مثله ، وقيل : هو الشديد الملوحة أو المرارة ، وقيل المالح وقيل الحار حكاه . ابن فارس
قوله : ( فراتا : عذبا ) هو في رواية المستملي وحده ، وهو منتزع من قوله تعالى في السورة الأخرى هذا عذب فرات وروى ابن أبي حاتم عن قال : العذب الفرات الحلو . السدي
قوله : ( باب من رأى جائزة ، مقسوما كان أو غير مقسوم ) كذا صدقة الماء وهبته ووصيته لأبي ذر ، وللنسفي " ومن رأى إلخ " جعله من الباب الذي قبله ، ولغيرهما " باب في الشرب ومن رأى " وأراد المصنف بالترجمة الرد على من قال : إن الماء لا يملك .
قوله : ( وقال ) أي ابن عفان ( قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : من يشتري عثمان بئر رومة فيكون دلوه فيها كدلاء المسلمين ) سقط هذا التعليق من رواية النسفي ، وقد وصله الترمذي والنسائي وابن خزيمة من طريق ثمامة بن حزن بفتح المهملة وسكون الزاي القشيري قال : شهدت الدار حيث أشرف عليهم عثمان [ ص: 38 ] فقال : أنشدكم بالله والإسلام هل تعلمون المدينة وليس بها ماء يستعذب غير بئر رومة فقال : من يشتري بئر رومة يجعل دلوه فيها كدلاء المسلمين بخير له منها في الجنة ؟ فاشتريتها من صلب مالي ؟ وقالوا : اللهم نعم الحديث بطوله ، وقد أخرجه المصنف في كتاب الوقف بغير هذا السياق وليس فيه ذكر الدلو ، والذي ذكره هنا مطابق للترجمة ، ويأتي الكلام على شرحه هناك إن شاء الله تعالى . أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قدم
قال ابن بطال : في حديث عثمان أنه يجوز إذا شرط ذلك ، قال : فلو حبس بئرا على من يشرب منها فله أن يشرب منها وإن لم يشترط ذلك لأنه داخل في جملة من يشرب . ثم فرق بفرق غير قوي . وسيأتي البحث في هذه المسألة في " باب هل ينتفع الواقف بوقفه " في كتاب الوقف إن شاء الله تعالى . للواقف أن ينتفع بوقفه
ثم ذكر المصنف في الباب حديثي سهل وأنس في شرب النبي - صلى الله عليه وسلم - وتقديمه الأيمن فالأيمن ، وسيأتي الكلام عليهما في كتاب الأشربة . ومناسبتهما لما ترجم له من جهة مشروعية لأن اختصاص الذي على اليمين بالبداءة دال على ذلك . وقال قسمة الماء ، ابن المنير : مراده أن ، ولهذا استأذن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعض الشركاء فيه ، ورتب قسمته يمنة ويسرة ، ولو كان باقيا على إباحته لم يدخله ملك ، لكن حديث الماء يملك سهل ليس فيه بيان أن القدح كان فيه ماء ، بل جاء مفسرا في كتاب الأشربة بأنه كان لبنا ، والجواب أنه أورده ليبين أن الأمر جرى في قسمة الماء الذي شيب به اللبن كما جاء في حديث أنس مجرى اللبن الخالص الذي في حديث سهل ، فدل على أنه لا فرق في ذلك بين اللبن والماء ، فيحصل به الرد على من قال : إن الماء لا يملك .
وقوله في حديث سهل " حدثنا أبو غسان " هو محمد بن مطرف المدني ، والإسناد مصريون إلا شيخه . وقوله : " وعن يمينه غلام " هو حكاه الفضل بن عباس ابن بطال ، وقيل أخوه عبد الله حكاه ابن التين وهو الصواب كما سيأتي .
وقوله في حديث أنس : " وعن يمينه أعرابي " قيل : إن الأعرابي خالد بن الوليد حكاه ابن التين ، وتعقب بأن مثله لا يقال له : أعرابي ، وكأن الحامل له على ذلك أنه رأى في حديث ابن عباس الذي أخرجه الترمذي قال : على وخالد بن الوليد ميمونة ، فجاءتنا بإناء من لبن ، فشرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا على يمينه وخالد على شماله ، فقال لي : الشربة لك فإن شئت آثرت بها خالدا ، فقلت : ما كنت أوثر على سؤرك أحدا فظن أن القصة واحدة ، وليس كذلك فإن هذه القصة في بيت دخلت أنا ميمونة وقصة أنس في دار أنس فافترقا .
نعم يصلح أن يعد خالد من الأشياخ المذكورين في حديث سهل بن سعد والغلام هو ابن عباس ، ويقويه قوله في حديث سهل أيضا " " ولم يقع ذلك في حديث ما كنت أوثر بفضلي منك أحدا أنس ، وليس في حديث ابن عباس ما يمنع أن يكون مع خالد بن الوليد في بيت ميمونة غيره ، بل قد روى ابن أبي حازم عن أبيه في حديث سهل بن سعد ذكر فيمن كان على يساره - صلى الله عليه وسلم - ذكره أبي بكر الصديق وخطأه ، قال ابن عبد البر : إنما استأذن الغلام ولم يستأذن الأعرابي لأن الأعرابي لم يكن له علم بالشريعة فاستألفه بترك استئذانه بخلاف الغلام . ابن الجوزي
والشرب بكسر المعجمة والمراد به الحكم في قسمة الماء قاله عياض ، وقال : ضبطه الأصيلي بالضم والأول أولى ، وقال ابن المنير : من ضبطه بالضم أراد المصدر . وقال غيره المصدر مثلث وقرئ : فشاربون شرب الهيم مثلثا ، والشرب في الأصل بالكسر النصيب والحظ من الماء تقول : كم شرب أرضكم ؟ وفي المثل " آخرها شربا أقلها شربا " قال ابن بطال : معنى قوله : وجعلنا من الماء كل شيء حي أراد الحيوان الذي يعيش بالماء ، وقيل أراد بالماء النطفة ، ومن قرأ : " وجعلنا من الماء كل شيء حيا " دخل فيه الجماد أيضا لأن حياتها هو خضرتها وهي لا تكون إلا بالماء . قلت : وهذا المعنى أيضا يخرج من القراءة المشهورة ، ويخرج من تفسير قتادة حيث قال : " كل شيء حي فمن الماء خلق " أخرجه الطبري عنه . وروى ابن أبي حاتم عن أبي العالية أن المراد بالماء النطفة ، وروى أحمد من طريق أبي ميمونة عن قلت : أبي هريرة إسناده صحيح . يا رسول الله أخبرني عن كل شيء ، قال : كل شيء خلق من الماء
قوله : ( ثجاجا منصبا ) هو في رواية المستملي وحده ، وهو تفسير ابن عباس ومجاهد وقتادة أخرجه الطبري عنهم .
قوله : ( المزن السحاب ) هو تفسير مجاهد وقتادة أخرجه الطبري عنهما ، وقال غيرهما : المزن السحاب الأبيض واحده مزنة .
[ ص: 37 ] قوله : ( والأجاج : المر ) هو تفسير أبي عبيدة في " معاني القرآن " وأخرجه ابن أبي حاتم عن قتادة مثله ، وقيل : هو الشديد الملوحة أو المرارة ، وقيل المالح وقيل الحار حكاه . ابن فارس
قوله : ( فراتا : عذبا ) هو في رواية المستملي وحده ، وهو منتزع من قوله تعالى في السورة الأخرى هذا عذب فرات وروى ابن أبي حاتم عن قال : العذب الفرات الحلو . السدي
قوله : ( باب من رأى جائزة ، مقسوما كان أو غير مقسوم ) كذا صدقة الماء وهبته ووصيته لأبي ذر ، وللنسفي " ومن رأى إلخ " جعله من الباب الذي قبله ، ولغيرهما " باب في الشرب ومن رأى " وأراد المصنف بالترجمة الرد على من قال : إن الماء لا يملك .
قوله : ( وقال ) أي ابن عفان ( قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : من يشتري عثمان بئر رومة فيكون دلوه فيها كدلاء المسلمين ) سقط هذا التعليق من رواية النسفي ، وقد وصله الترمذي والنسائي وابن خزيمة من طريق ثمامة بن حزن بفتح المهملة وسكون الزاي القشيري قال : شهدت الدار حيث أشرف عليهم عثمان [ ص: 38 ] فقال : أنشدكم بالله والإسلام هل تعلمون المدينة وليس بها ماء يستعذب غير بئر رومة فقال : من يشتري بئر رومة يجعل دلوه فيها كدلاء المسلمين بخير له منها في الجنة ؟ فاشتريتها من صلب مالي ؟ وقالوا : اللهم نعم الحديث بطوله ، وقد أخرجه المصنف في كتاب الوقف بغير هذا السياق وليس فيه ذكر الدلو ، والذي ذكره هنا مطابق للترجمة ، ويأتي الكلام على شرحه هناك إن شاء الله تعالى . أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قدم
قال ابن بطال : في حديث عثمان أنه يجوز إذا شرط ذلك ، قال : فلو حبس بئرا على من يشرب منها فله أن يشرب منها وإن لم يشترط ذلك لأنه داخل في جملة من يشرب . ثم فرق بفرق غير قوي . وسيأتي البحث في هذه المسألة في " باب هل ينتفع الواقف بوقفه " في كتاب الوقف إن شاء الله تعالى . للواقف أن ينتفع بوقفه
ثم ذكر المصنف في الباب حديثي سهل وأنس في شرب النبي - صلى الله عليه وسلم - وتقديمه الأيمن فالأيمن ، وسيأتي الكلام عليهما في كتاب الأشربة . ومناسبتهما لما ترجم له من جهة مشروعية لأن اختصاص الذي على اليمين بالبداءة دال على ذلك . وقال قسمة الماء ، ابن المنير : مراده أن ، ولهذا استأذن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعض الشركاء فيه ، ورتب قسمته يمنة ويسرة ، ولو كان باقيا على إباحته لم يدخله ملك ، لكن حديث الماء يملك سهل ليس فيه بيان أن القدح كان فيه ماء ، بل جاء مفسرا في كتاب الأشربة بأنه كان لبنا ، والجواب أنه أورده ليبين أن الأمر جرى في قسمة الماء الذي شيب به اللبن كما جاء في حديث أنس مجرى اللبن الخالص الذي في حديث سهل ، فدل على أنه لا فرق في ذلك بين اللبن والماء ، فيحصل به الرد على من قال : إن الماء لا يملك .
وقوله في حديث سهل " حدثنا أبو غسان " هو محمد بن مطرف المدني ، والإسناد مصريون إلا شيخه . وقوله : " وعن يمينه غلام " هو حكاه الفضل بن عباس ابن بطال ، وقيل أخوه عبد الله حكاه ابن التين وهو الصواب كما سيأتي .
وقوله في حديث أنس : " وعن يمينه أعرابي " قيل : إن الأعرابي خالد بن الوليد حكاه ابن التين ، وتعقب بأن مثله لا يقال له : أعرابي ، وكأن الحامل له على ذلك أنه رأى في حديث ابن عباس الذي أخرجه الترمذي قال : على وخالد بن الوليد ميمونة ، فجاءتنا بإناء من لبن ، فشرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا على يمينه وخالد على شماله ، فقال لي : الشربة لك فإن شئت آثرت بها خالدا ، فقلت : ما كنت أوثر على سؤرك أحدا فظن أن القصة واحدة ، وليس كذلك فإن هذه القصة في بيت دخلت أنا ميمونة وقصة أنس في دار أنس فافترقا .
نعم يصلح أن يعد خالد من الأشياخ المذكورين في حديث سهل بن سعد والغلام هو ابن عباس ، ويقويه قوله في حديث سهل أيضا " " ولم يقع ذلك في حديث ما كنت أوثر بفضلي منك أحدا أنس ، وليس في حديث ابن عباس ما يمنع أن يكون مع خالد بن الوليد في بيت ميمونة غيره ، بل قد روى ابن أبي حازم عن أبيه في حديث سهل بن سعد ذكر فيمن كان على يساره - صلى الله عليه وسلم - ذكره أبي بكر الصديق وخطأه ، قال ابن عبد البر : إنما استأذن الغلام ولم يستأذن الأعرابي لأن الأعرابي لم يكن له علم بالشريعة فاستألفه بترك استئذانه بخلاف الغلام . ابن الجوزي