باب الميم واللام وما يثلثهما
( ملي ) الميم واللام والحرف المعتل . كلمة واحدة هي الزمن الطويل . وأقام مليا ، أي دهرا طويلا . وتمليت الشيء ، إذا أقام معك زمانا طويلا . والملوان : طرفا الليل والنهار . والملاوة : الحين .
وإذا همز دل على المساواة والكمال في الشيء . وملأت الشيء أملؤه ملئا . والملء : الاسم للمقدار الذي يملأ ; وسمي لأنه مساو لوعائه في قدره . ويقال : أعطني ملأه وملأيه وثلاثة أملائه . ومنه أملأ النزع في القوس ، إذا بالغ . ومنه الملأ : الأشراف من الناس ، لأنهم ملئوا كرما . فأما قول الشاعر :
تنادوا يال بهثة إذ لقونا فقلنا أحسني ملأ جهينا
فقال قوم : أراد به الخلق . وجاء في الحديث : "
أحسنوا أملاءكم " والمعنى فيه أن حسن الخلق من سجايا الملأ ، وهم الشراف الكرام .
بَابُ الْمِيمِ وَاللَّامِ وَمَا يَثْلُثُهُمَا
( مَلِيَ ) الْمِيمُ وَاللَّامُ وَالْحَرْفُ الْمُعْتَلُّ . كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ هِيَ الزَّمَنُ الطَّوِيلُ . وَأَقَامَ مَلِيًّا ، أَيْ دَهْرًا طَوِيلًا . وَتَمَلَّيْتُ الشَّيْءَ ، إِذَا أَقَامَ مَعَكَ زَمَانًا طَوِيلًا . وَالْمَلَوَانِ : طَرَفَا اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ . وَالْمُِلَاوَةُ : الْحِينُ .
وَإِذَا هُمِزَ دَلَّ عَلَى الْمُسَاوَاةِ وَالْكَمَالِ فِي الشَّيْءِ . وَمَلَأْتُ الشَّيْءَ أَمْلَؤُهُ مَلْئًا . وَالْمِلْءُ : الِاسْمُ لِلْمِقْدَارِ الَّذِي يُمْلَأُ ; وَسُمِّيَ لِأَنَّهُ مُسَاوٍ لِوِعَائِهِ فِي قَدْرِهِ . وَيُقَالُ : أَعْطِنِي مِلْأَهُ وَمِلْأَيْهِ وَثَلَاثَةَ أَمْلَائِهِ . وَمِنْهُ أَمْلَأَ النَّزْعَ فِي الْقَوْسِ ، إِذَا بَالَغَ . وَمِنْهُ الْمَلَأُ : الْأَشْرَافُ مِنَ النَّاسِ ، لِأَنَّهُمْ مُلِئُوا كَرَمًا . فَأَمَّا قَوْلُ الشَّاعِرِ :
تَنَادَوْا يَالَ بُهْثَةَ إِذْ لَقُونَا فَقُلْنَا أَحْسِنِي مَلَأً جُهَيْنَا
فَقَالَ قَوْمٌ : أَرَادَ بِهِ الْخُلُقَ . وَجَاءَ فِي الْحَدِيثِ : "
أَحْسِنُوا أَمْلَاءَكُمْ " وَالْمَعْنَى فِيهِ أَنَّ حُسْنَ الْخُلُقِ مِنْ سَجَايَا الْمَلَأِ ، وَهُمُ الشِّرَافُ الْكِرَامُ .