الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (171) قوله تعالى : وأن الله لا يضيع : قرأ الكسائي بكسر "إن " على الاستئناف . وقال الزمخشري : "إن قراءة الكسر اعتراض " [ ص: 487 ] واستشكل كونها اعتراضا ، لأنها لم تقع بين شيئين متلازمين "ويمكن أن يجاب عنه بأن " الذين استجابوا "يجوز أن يكون تابعا لـ " الذين لم يلحقوا "نعتا أو بدلا على ما سيأتي ، فعلى هذا يتصور الاعتراض . ويؤيد كونها للاستئناف قراءة عبد الله ومصحفه : "والله لا يضيع " . وقرأ باقي السبعة بالفتح عطفا على قوله : " بنعمة "لأنها بتأويل مصدر أي : يستبشرون بنعمة من الله وفضل منه وعدم إضاعة الله أجر المؤمنين .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : يستبشرون من غير حرف عطف فيه أوجه ، أحدها : أنه استئناف متعلق بهم أنفسهم دون " الذين لم يلحقوا بهم " لاختلاف متعلق البشارتين . والثاني : أنه تأكيد للأول لأنه قصد بالنعمة والفضل بيان متعلق الاستبشار الأول ، وإليه ذهب الزمخشري . الثالث : أنه بدل من الفعل الأول ، ومعنى كونه بدلا أنه لما كان متعلقه بيانا لمتعلق الأول حسن أن يقال : بدل منه ، وإلا فكيف يبدل فعل من فعل موافق له لفظا ومعنى ؟ وهذا في المعنى يؤول إلى وجه التأكيد . والرابع : أنه حال من فاعل " يحزنون " ، ويحزنون عامل فيه أي : ولا هم يحزنون حال كونهم مستبشرين بنعمة . وهو بعيد لوجهين ، أحدهما : أن الظاهر اختلاف من نفى عنه الحزن ومن استبشر . والثاني : أن نفي الحزن ليس مقيدا ليكون أبلغ في البشارة ، والحال قيد فيه فيفوت هذا المعنى .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية