الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله : ولا تؤتوا السفهاء أموالكم ؛ قال بعضهم : السفهاء : النساء والصبيان؛ وقال بعضهم : السفهاء : اليتامى؛ و " السفهاء " : يدل على أنه لا يعني به النساء وحدهن؛ لأن النساء أكثر ما يستعمل فيهن جمع " سفيهة " ؛ وهو " سفائه " ؛ ويجوز " سفهاء " ؛ كما يقال : " فقيرة " ؛ و " فقراء " ؛ وقال بعضهم : معناه : لا تهبوا للسفهاء أموالكم؛ وهذا عندي - والله أعلم - غير جائز - كذلك قال أصحابنا البصريون -؛ بل السفيه أحق بالهبة؛ لتعذر الكسب عليه؛ ولو منعنا من الهبة لهم؛ لما جاز أن نورثهم؛ وإنما معنى " ولا تؤتوا السفهاء أموالكم " : لا تؤتوا السفهاء أموالهم؛ والدليل على ذلك قوله : وارزقوهم فيها واكسوهم ؛ وقوله : فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم ؛ وإنما قيل : " أموالكم " ؛ لأن معناه : " الشيء الذي به قوام أمركم " ؛ كما قال الله : ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم ؛ ولم يكن الرجل منهم يقتل نفسه؛ [ ص: 14 ] ولكن كان بعضهم يقتل بعضا؛ أي : تقتلون الجنس الذي هو جنسكم؛ وقرئت : " اللاتي جعل الله لكم قياما " ؛ و " قيما " ؛ يقال : " هذا قوام الأمر وملاكه " ؛ المعنى : التي جعلها الله تقيمكم؛ فتقومون بها قياما؛ فهو راجع إلى هذا؛ والمعنى : جعلها الله قيمة الأشياء؛ فبها يقوم أمركم.

                                                                                                                                                                                                                                        وقولوا لهم قولا معروفا ؛ أي : علموهم - مع إطعامكم إياهم؛ وكسوتكم إياهم - أمر دينهم.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية