الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              الآية الخامسة قوله تعالى : { إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني إنك أنت السميع العليم . فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم } فيها عشر مسائل :

                                                                                                                                                                                                              المسألة الأولى : في حقيقة النذر : وهو التزام الفعل بالقول مما يكون طاعة لله عز وجل ، من الأعمال قربة . ولا يلزم نذر المباح . والدليل عليه ما روي في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى أبا إسرائيل قائما : فسأل عنه فقالوا : نذر أن يقوم ولا يقعد ولا يستظل ويصوم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : { مروه فليصم وليقعد وليستظل } ; فأخبره بإتمام العبادة ونهاه عن فعل المباح . وأما المعصية فهي ساقطة إجماعا ; ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { من نذر أن يطيع الله فليطعه ، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه } .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية