الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
فصل :

42 - أخبرنا أحمد بن علي بن الحسين ، أنا هبة الله بن الحسن ، ثنا جعفر بن عبد الله بن يعقوب بالري أنا محمد بن هارون الروياني ، ثنا مكرم بن محرز بن مهدي أخبرني أبي عن حزام بن هشام بن حبيش ، عن أبيه عن جده صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن النبي [ ص: 60 ] صلى الله عليه وسلم لما خرج مهاجرا من مكة خرج هو وأبو بكر رضي الله عنه ح قال وأخبرنا جعفر ، أنا محمد قال وثنا بذلك سليمان بن الحكم العلاف بقديد حدثني أخي أيوب بن الحكم ، عن حزام بن هاشم ، عن أبيه هاشم بن حبيش بن خالد ح قال محمد بن هارون وثنا أبو هشام محمد بن سليمان بن الحكم ، ثنا عمي أيوب ، عن حزام ، عن أبيه هشام ، عن جده حبيش ح قال وأخبرنا محمد بن عبد الله بن الحسين الفقيه ، أنا أبو محمد الحسن بن إبراهيم بن إسحاق بن حبيب الحميري ، ثنا محمد بن سليمان بن الحكم بن أيوب بن سليمان ، ثنا عمي أيوب بن الحكم ، عن حزام بن هشام ، عن أبيه هشام ، عن جده رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خرج مهاجرا هو وأبو بكر رضي الله عنه ومولى أبي بكر عامر بن فهيرة ودليلهم الليثي عبد الله بن الأريقط فمروا على خيمتي أم معبد الخزاعية وكانت برزة جلدة تحتبي بفناء الخيمة ثم تسقي وتطعم فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شاة في تلك الخيمة ما هذه الشاة يا أم معبد قالت شاة خلفها الجهد عن الغنم قال هل بها من لبن قالت هي أجهد من ذلك قال أتأذنين أن أحلبها قالت نعم بأبي أنت وأمي إن رأيت بها حلبا فحلبها فدعا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح بيده ضرعها وسمى الله عز وجل ودعا لها في شاتها فتفاجت عليه ودرت واجترت .


لقد خاب قوم زال عنهم نبيهم وقدس من يسري إليهم ويغتدي     ترحل عن قوم فزالت عقولهم
وحل على قوم بنور مجدد     هداهم به بعد الضلالة ربهم
وأرشدهم من يتبع الحق يرشد     وهل يستوي ضلال قوم تسفهوا
عمايتهم هاد به كل مهتد     وقد نزلت منه على أهل يثرب
ركاب هدى جلت عليهم بأسعد     نبي يرى ما لا يرى الناس حوله
ويتلو كتاب الله في كل مشهد     وإن قال في يوم مقالة غائب
فتصديقها في اليوم أو في ضحى الغد     ليهن أبا بكر سعادة جده بصحبتـ
ـه من يسعد الله يسعد     ليهن بني كعب مقام فتاتهم
ومقعدها للمؤمنين بمرصد

[ ص: 61 ] .

قال الإمام رحمه الله : الألفاظ الغريبة في الحديث قوله برزة قيل كبيرة السن تبرز للناس ولا تستر منهم ، وقوله جلدة أي عاقلة ، تحتبي أي تجلس وتضم يديها إحداهما إلى الأخرى على ركبتيها وتلك جلسة الأعراب ، وقوله فتفاجت أي فتحت ما بين رجليها ، ودرت أرسلت اللبن ، واجترت من الجرة وهي ما تخرجها البهيمة من كرشها بمضغها ، وقوله يربض أي يروي ، والرهط حتى يربضوا أي يقعوا على الأرض للنوم والاستراحة ، وقوله ثجا الثج السيلان ومنه ماء ثجاجا ، والبهاء وبيص رغوة اللبن ، وأراضوا قيل رووا قال أهل اللغة أراض الوادي إذا استنقع فيه الماء ، وقوله عجافا العجاف ضد السمان ، تساوكن أي تمايلن من الضعف ، عازب أي بعيد عن المرعى ، حيال أي لم تحمل ، الوضاءة الحسن والجمال ، أبلج الوجه مشرق الوجه نحلة من رواه بالنون والحاء قال من نحل جسمه نحولا ومن رواه بالثاء والجيم قال هو من قولهم رجل أثجل أي عظيم البطن ، قسيم وسيم جميعا من الوسامة والقسامة وهما الحسن ، وصقلة الصقل منقطع الأضلاع والدعج شدة سواد العين في شدة بياضها ، والغطف بالغين المعجمة طول الأشفار وروي بالعين غير المعجمة وهو التثني ، وفي رواية وطف وهو الطول أيضا وفي رواية الصحل بالحاء وهو كالبحة في الصوت ، والسطع طول العنق ، وقوله سما به أي علا به وارتفع ، والهذر من الكلام ما لا فائدة فيه ، وربعة ليس بالقصير ولا بالطويل ، وقوله لا يأس أي لا يويس مباريه من مطاولته ، وروي لا يأبن من طول أي لا يجاوز الناس طولا ، لا تقتحمه أي لا تزدريه ولا تحتقره ، محفود أي مخدوم ، محشود أي يجتمع الناس حواليه ، ولا مفند أي لا ينسب إلا الجهل وروي ولا معتد أي ظالم .

التالي السابق


الخدمات العلمية