الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
ولا تشركوا به شيئا وقف عليه حمزة بالنقل والإدغام وقد سبق مثله . وقد اجتمع لورش في هذه الآية اللين وهو شيئا ، وله فيه التوسط والمد كما هو معلوم . وذوات الياء وهي القربى معا ، ( اليتامى ) ، وله فيها الفتح والتقليل ، ولفظ والجار معا وله فيه الفتح والتقليل أيضا .

وقد ذكر أهل الأداء عن ورش في تحرير هذه الآية ثلاث طرق . الأولى : أن فيها أربعة أوجه هي تسوية الجار بذات الياء فتحا وتقليلا فيكون له على توسط اللين فتح ذات الياء والجار ثم تقليل ذوات الياء والجار ، وعلى المد هذان الوجهان أيضا . الثانية : أن فيها ثمانية أوجه توسط اللين وعليه فتح ذات الياء وعلى هذا الفتح الفتح والتقليل في الجار . ثم تقليل ذات الياء وعليه الفتح والتقليل في الجار فتكون الأوجه على التوسط أربعة ومثلها على المد فتكون ثمانية ، الثالثة : أن فيها ستة أوجه توسط اللين وعليه فتح ذات الياء وعلى هذا الفتح وجهان في الجار الفتح والتقليل ، ثم تقليل ذات الياء والجار معا ، فيكون على التوسط ثلاثة أوجه ، ثم مد اللين وعليه فتح ذات الياء وعلى هذا الفتح وجهان في الجار أيضا الفتح والتقليل ثم تقليل ذات الياء وعليه الفتح في الجار ، فأوجه المد ثلاثة أيضا ، فيكون مجموع الأوجه ستة .

بالبخل قرأ الأصحاب بفتح الباء والخاء ، والباقون بضم الباء وإسكان الخاء .

رئاء الناس قرأ أبو جعفر بإبدال الهمزة الأولى ياء في الحالين وكذلك قرأ حمزة في الوقف ، وله مع هشام في الثانية ثلاثة أوجه الإبدال ولا روم فيه ولا إشمام لكونه منصوبا :

وإن تك حسنة يضاعفها قرأ نافع برفع التاء في حسنة مع المد والتخفيف في يضاعفها وقرأ المكي وأبو جعفر بالرفع في حسنة مع القصر والتشديد في يضاعفها ، وقرأ الشامي [ ص: 80 ]

ويعقوب بنصب حسنة مع القصر والتشديد في يضاعفها . وقرأ البصري والكوفيون بالنصب في حسنة مع المد والتخفيف في يضاعفها .

ويؤت من لدنه ، جئنا ، وجئنا . كله جلي .

تسوى قرأ المدنيان وابن عامر بفتح التاء وتشديد السين . والأخوان وخلف بفتح التاء وتخفيف السين ، والباقون بضم التاء وتخفيف السين .

بهم الأرض قرأ البصريان وصلا بكسر الهاء والميم ، والأخوان وخلف بضمهما وصلا والباقون بكسر الهاء وضم الميم وصلا كذلك ، وأما عند الوقف فكلهم يكسرون الهاء ويسكنون الميم .

أو جاء أحد قرأ قالون والبزي وأبو عمرو بإسقاط الهمزة الأولى مع المد والقصر ، وهو أرجح لذهاب أثر الهمز كما تقدم .

وقرأ ورش وقنبل وأبو جعفر ورويس بتسهيل الثانية بين بين ، ولورش وقنبل أيضا إبدالها حرف مد من غير إشباع ، أي بقدر ألف إذ لا ساكن بعده ، والباقون بتحقيقهما ، ولا يعتبر المد هنا مد بدل لورش كآمنوا لأن حرف المد عارض . وفي هذه الآية مد منفصل وهو يأيها ومرضى أو ، فإذا قرأت لقالون أو البزي أو أبي عمرو بقصر المنفصل جاز لك في جاء أحد ، القصر والمد . وإذا قرأت لقالون أو الدوري بمد المنفصل تعين المد في جاء أحد . لأننا إذا قلنا إن الهمزة الساقطة هي الأولى يكون المد حينئذ من قبيل المنفصل ، فتجب التسوية بينهما .

وإذا قلنا إن الساقطة هي الثانية يكون المد من قبيل المتصل ، وحينئذ يتعين مده أيضا كما لا يخفى .

" أو لمستم " قرأ الأخوان وخلف بحذف الألف التي بين اللام والميم ، والباقون بإثباتها ،

عفوا غفورا جلي لأبي جعفر ، وكذلك بأعدائكم وقفا لحمزة .

نصيرا غير خيرا ، يؤمنون ، يغفر معا ، يظلمون ، كله ظاهر .

فتيلا * انظر قرأ البصريان وابن ذكوان وعاصم وحمزة بكسر التنوين وصلا ، والباقون بالضم ، فلو وقف على فتيلا فكلهم يبتدئون بهمزة مضمومة .

هؤلاء أهدى قرأ المدنيان والمكي والبصري ورويس بتحقيق الأولى وإبدال الثانية ياء محضة والباقون بالتحقيق فيهما .

فقد آتينا آل إبراهيم لا خلاف بينهم في قراءته بالياء في هذا الموضع .

سعيرا جلي لورش ، وكذلك نصليهم يعقوب .

ظليلا آخر الربع . [ ص: 81 ]

الممال

القربى معا ومرضى بالإمالة للأصحاب والتقليل للبصري وورش بخلف عنه سكارى و افترى أمالهما الأصحاب والبصري وقللهما ورش ، ( اليتامى ) و آتاهم معا و تسوى ، وكفى الأربعة و أهدى بالإمالة للأصحاب والتقليل لورش بخلفه . والجار معا لدوري الكسائي بالإمالة ، وقد سبق بيان مذهب ورش فيهما ، وليس للبصري فيهما إمالة للكافرين بالإمالة للبصري والدوري ورويس والتقليل لورش ، و أدبارها كحكم السابق إلا رويسا فبالفتح . الناس لدوري البصري ، جاء لابن ذكوان وحمزة وخلف ، مطهرة للكسائي بوجهين والفتح أصح .

المدغم

" الصغير " نضجت جلودهم للبصري والأخوين وخلف .

" الكبير " والصاحب بالجنب ، لا يظلم مثقال ، الرسول لو ، أعلم بأعدائكم ، الصالحات سندخلهم ، ووافقه يعقوب على إدغام والصاحب بالجنب ، ولا إدغام في يقولون للذين ، لوجود الساكن قبل النون .

التالي السابق


الخدمات العلمية