الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      العشاري

                                                                                      الشيخ الجليل ، الأمين أبو طالب ، محمد بن علي بن الفتح الحربي ، العشاري .

                                                                                      سمع أبا الحسن الدارقطني ، وأبا الفتح القواس ، وأبا حفص بن شاهين ، وأبا عبد الله بن بطة ، ومحمد بن يوسف العلاف ، والكتاني ، والمخلص ، وأبا بكر بن شاذان ، وعيسى بن الوزير ، والمعافى .

                                                                                      قال الخطيب كتبت عنه ، وكان ثقة صالحا ، ولد في أول سنة ست وستين وثلاثمائة . وقال لي : كان جدي طوالا فقيل له : العشاري .

                                                                                      قلت : قد كان أبو طالب فقيها ، عالما ، زاهدا ، خيرا ، مكثرا ، صحب أبا عبد الله بن بطة ، وأبا عبد الله بن حامد ، وتفقه لأحمد .

                                                                                      حدث عنه : أبو الحسين ابن الطيوري ، وأبو علي البراداني ، وشجاع الذهلي ، وأبو العز بن كادش وأحمد بن قريش ، وأبو بكر [ ص: 49 ] محمد بن عبد الباقي القاضي ، وآخرون . وقد أدخل في سماعه ما لم يتفطن له .

                                                                                      قال ابن الطيوري لما قدم عسكر طغرلبك لقي بعضهم ابن العشاري ، فقال : يا شيخ ! أيش معك ؟ قال : ما معي شيء . ثم ذكر أن في جيبه نفقة ، فناداه وأخرج ما معه ، وقال : هذا معي . فهابه الرجل وعظمه ولم يأخذ النفقة .

                                                                                      قال ابن الطيوري قال لي بعض أهل البادية : نحن إذا قحطنا ، استسقينا بابن العشاري ، فنسقى .

                                                                                      وقيل : إن رجلا قرأ على العشاري كتاب " الرؤيا " للدارقطني ، فلما وصل إلى خبر أم الطفيل ; قال : وذكر الحديث فقال للقارئ : [ ص: 50 ]

                                                                                      اقرأ الحديث على وجهه ، فهو مثل السارية .

                                                                                      توفي سنة إحدى وخمسين وأربعمائة .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية