الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( وقال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب ( 49 ) قالوا أو لم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين إلا في ضلال ( 50 ) )

يقول - تعالى ذكره - : وقال أهل جهنم لخزنتها وقوامها ، استغاثة بهم من عظيم ما هم فيه من البلاء ، ورجاء أن يجدوا من عندهم فرجا ( ادعوا ربكم ) لنا ( يخفف عنا يوما ) واحدا ، يعني قدر يوم واحد من أيام الدنيا ( من العذاب ) الذي نحن فيه . وإنما قلنا : معنى ذلك : قدر يوم من أيام الدنيا ، لأن الآخرة يوم لا ليل فيه ، فيقال : خفف عنهم يوما واحدا .

وقوله : ( قالوا أو لم تك تأتيكم رسلكم بالبينات ) يقول - تعالى ذكره - : قالت خزنة جهنم لهم : أو لم تك تأتيكم في الدنيا رسلكم بالبينات من الحجج [ ص: 400 ] على توحيد الله ، فتوحدوه وتؤمنوا به ، وتتبرءوا مما دونه من الآلهة ؟ قالوا : بلى ، قد أتتنا رسلنا بذلك .

وقوله : ( قالوا فادعوا ) يقول - جل ثناؤه - : قالت الخزنة لهم : فادعوا إذن ربكم الذي أتتكم الرسل بالدعاء إلى الإيمان به .

وقوله : ( وما دعاء الكافرين إلا في ضلال ) يقول : قد دعوا وما دعاؤهم إلا في ضلال ، لأنه دعاء لا ينفعهم ، ولا يستجاب لهم ، بل يقال لهم : ( اخسئوا فيها ولا تكلمون ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية