الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل [ منزلة الإحسان ]

ومن منازل إياك نعبد وإياك نستعين منزلة الإحسان .

وهي لب الإيمان ، وروحه وكماله ، وهذه المنزلة تجمع جميع المنازل . فجميعها منطوية فيها . وكل ما قيل من أول الكتاب إلى هاهنا فهو من الإحسان .

قال صاحب " المنازل " رحمه الله - وقد استشهد على هذه المنزلة بقوله تعالى : [ ص: 430 ] هل جزاء الإحسان إلا الإحسان .

فالإحسان : جامع لجميع أبواب الحقائق . وهو أن تعبد الله كأنك تراه .

أما الآية : فقال ابن عباس والمفسرون : هل جزاء من قال : لا إله إلا الله وعمل بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم إلا الجنة ؟ .

وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ثم قال : هل تدرون ماذا قال ربكم ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : يقول : هل جزاء من أنعمت عليه بالتوحيد إلا الجنة ؟ .

وأما الحديث : فإشارة إلى كمال الحضور مع الله عز وجل . ومراقبته الجامعة لخشيته ، ومحبته ومعرفته ، والإنابة إليه ، والإخلاص له ، ولجميع مقامات الإيمان .

التالي السابق


الخدمات العلمية