الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              4973 (18) باب الترغيب في العفو والستر على المسلم

                                                                                              [ 2498 ] عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله" .

                                                                                              رواه أحمد ( 2 \ 235 )، ومسلم (2588)، والترمذي (2029).

                                                                                              [ 2499 ] وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يستر عبد عبدا في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة" .

                                                                                              وفي رواية : "لا يستر الله على عبد في الدنيا إلا ستر يوم القيامة" .

                                                                                              رواه مسلم (2590) (71 و 72).

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              (18 و 19) ومن باب : الترغيب في العفو والستر والرفق

                                                                                              (قوله : " ما نقصت صدقة من مال ") فيه وجهان :

                                                                                              أحدهما : أنه بقدر ما ينقص منه يزيد الله فيه ، وينميه ويكثره .

                                                                                              الثاني : أنه وإن نقص في نفسه ففي الأجر والثواب ما يجبر ذلك النقص بأضعافه .

                                                                                              و (قوله : " ما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا ") فيه أيضا وجهان :

                                                                                              [ ص: 575 ] أحدهما : ظاهره ، فإن من عرف بالصفح والعفو ساد وعظم في القلوب .

                                                                                              والثاني : أن يكون أجره وثوابه وجاهه وعزه في الآخرة أكثر .

                                                                                              و (قوله : " وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله ") التواضع : الانكسار والتذلل ، ونقيضه التكبر والترفع . والتواضع يقتضي متواضعا له ، فإن كان المتواضع له هو الله تعالى ، أو من أمر الله بالتواضع له كالرسول ، والإمام والحاكم ، والوالد ، والعالم ، فهو التواضع الواجب المحمود ، الذي يرفع الله تعالى به صاحبه في الدنيا والآخرة ، وأما التواضع لسائر الخلق فالأصل فيه أنه محمود ، ومندوب إليه ، ومرغب فيه ، إذا قصد به وجه الله ، ومن كان كذلك رفع الله تعالى قدره في القلوب ، وطيب ذكره في الأفواه ، ورفع درجته في الآخرة .

                                                                                              وأما التواضع لأهل الدنيا ، ولأهل الظلم ، فذلك هو الذل الذي لا عز معه ، والخسة التي لا رفعة معها ، بل يترتب عليها ذل الآخرة . وكل صفقة خاسرة - نعوذ بالله من ذلك - وقد تقدم الكلام على العفو والستر .




                                                                                              الخدمات العلمية