الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ذهبت النبوة وبقيت المبشرات

                                                                                                          2272 حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني حدثنا عفان بن مسلم حدثنا عبد الواحد يعني ابن زياد حدثنا المختار بن فلفل حدثنا أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الرسالة والنبوة قد انقطعت فلا رسول بعدي ولا نبي قال فشق ذلك على الناس فقال لكن المبشرات قالوا يا رسول الله وما المبشرات قال رؤيا المسلم وهي جزء من أجزاء النبوة وفي الباب عن أبي هريرة وحذيفة بن أسيد وابن عباس وأم كرز وأبي أسيد قال هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث المختار بن فلفل [ ص: 455 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 455 ] ( باب ذهبت النبوة وبقيت المبشرات ) بكسر الشين المعجمة جمع مبشرة وهي البشرى ، وقد ورد في قوله تعالى لهم البشرى في الحياة الدنيا هي الرؤيا الصالحة أخرجه الترمذي في هذا الباب .

                                                                                                          قوله : ( أخبرنا عبد الواحد ) هو ابن زياد ( حدثنا المختار بن فلفل ) بفاءين مضمومتين ولامين الأولى ساكنة ، مولى عمرو بن حريث ، صدوق ، له أوهام من الخامسة .

                                                                                                          قوله : ( إن الرسالة والنبوة قد انقطعت ) أي ذهبت ولم تبق ( فلا رسول بعدي ولا نبي ) النبي في لسان الشرع من بعث إليه بشرع فإن أمر بتبليغه فرسول ، وقيل هو المبعوث إلى الخلق بالوحي لتبليغ ما أوحاه ، والرسول قد يكون مرادفا له وقد يختص بمن هو صاحب كتاب وقيل هو المبعوث لتجديد شرع أو تقريره ، والرسول هو المبعوث للتجديد فقط ، وعلى جميع الأقوال النبي أعم من الرسول ( قال فشق ذلك ) أي انقطاع الرسالة والنبوة ( فقال لكن المبشرات إلخ ) قال المهلب ما حاصله : التعبير بالمبشرات خرج للأغلب ، فإن من الرؤيا ما تكون منذرة وهي صادقة يريها الله للمؤمن رفقا به ليستعد لما يقع قبل وقوعه ، وقال ابن التين : معنى الحديث أن الوحي ينقطع بموتي ولا يبقى ما يعلم منه ما سيكون إلا الرؤيا ويرد عليه الإلهام فإن فيه إخبارا بما سيكون وهو للأنبياء بالنسبة للوحي كالرؤيا ويقع لغير الأنبياء كما في الحديث في مناقب عمر : قد كان فيمن مضى من الأمم محدثون ، وفسر المحدث بفتح الدال بالملهم بالفتح أيضا ، وقد أخبر كثير من الأولياء على أمور مغيبة فكانت كما أخبروا والجواب أن الحصر في المنام لكونه يشمل آحاد المؤمنين بخلاف الإلهام فإنه مختص بالبعض ومع كونه مختصا فإنه نادر ، فإنما ذكر المنام لشموله وكثرة وقوعه كذا في الفتح .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن أبي هريرة وحذيفة بن أسيد وابن عباس وأم كرز ) أما حديث أبي هريرة فأخرجه البخاري وأما حذيفة بن أسيد وهو بفتح الهمزة فأخرجه الطبراني [ ص: 456 ] مرفوعا عنه : ذهبت النبوة وبقيت المبشرات وأما حديث ابن عباس فأخرجه مسلم وأبو داود والنسائي في ضمن حديث مرض موته صلى الله عليه وسلم مرفوعا فقال : يا أيها الناس إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له وأما حديث أم كرز بضم الكاف وسكون الراء بعدها زاي فأخرجه أحمد وابن ماجه وصححه ابن خزيمة وابن حبان مرفوعا : ذهبت النبوة وبقيت المبشرات .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث صحيح غريب ) وأخرجه أبو يعلى كما في الفتح وأخرجه أيضا أحمد في مسنده والحاكم وقال على شرط مسلم قال المناوي وأقروه .




                                                                                                          الخدمات العلمية