الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      [ ص: 588 ] قال : وقال مالك : كل ما أشتري من النخل والعنب ، بعدما ييبس ويصير زبيبا أو تمرا ويستجذ ويمكن قطافه فليس فيه جائحة وما بيع من الحب من القمح والشعير والفول والعدس والقطنية كلها ، والسمسم وحب الفجل للزيت وما أشبهه فليس فيه جائحة ، لأنه إنما يباع بعد ما ييبس فهو بمنزلة ما لو باعه في الأندر فلا جائحة فيه .

                                                                                                                                                                                      وهذا قول مالك . قلت : وما بيع من النخل والعنب أخضر بعد ما طاب فيبس ، ثم أصابته الجائحة بعد ذلك فلا جائحة فيه ، وهو بمنزلة ما اشتري وهو يابس ؟ قال : نعم . قلت : أرأيت إن اشتريت ثمرة نخل قد حل بيعه ، فتركته حتى طاب للجداد وأمكن ، ثم أصابته جائحة تبلغ الثلث فصاعدا ؟ فقال : لا يوضع عنه قليل ولا كثير عند مالك ، لأن الجداد قد أمكنه . قلت : ويصير هذا بمنزلة رجل اشتراها في رءوس النخل وقد أمكنت للجداد ؟ قال : نعم ، كذلك قال مالك : يصير بمنزلة الذي اشترى ثمرة قد أمكنت للجداد وتيبس فلا جائحة في ذلك . قال : وقال لي مالك : كل ما اشتري من الأصول وفيه ثمرة قد طابت ، مثل النخل والعنب وغير ذلك ، فاشتري بأصله فأصابته جائحة فلا جائحة في ثمره . وإنما الجوائح إذا اشتريت الثمار وحدها بغير أصولها

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية